• الرئيسية
  • غرفة الهداية
  • تابعنا



السؤال:
1-ما هو أثر ذكر الله تعالى على القلوب
الجواب:

الذكر أيضًا من أعظم ما تطيب به القلوب كما قال الله تعالى: " ألا بِذِكْرِ اللّهِ تطْمئِنّ الْقلوب" [الرعد:28]، وقال النبي صلى الله عليه وسلم كما في الصحيح من حديث أبي هريرة رضي الله عنه: "سبق المُفَرِّدون. قالوا: من المُفَرِّدون يا رسول الله؟ قال: الذكرون الله كثيرًا والذكرات". ولهذا الذكر _يا إخواني_ الذكر للقلوب كالقوت؛ كالطعام والشراب للأبدان، البدن الذي لا يأكل ولا يشرب لو صمت اليوم مثلا وجدت أن في آخر النهار تجد _لا سيما إذا طال النهار واشتد الحر_ تجد كسلاً وتعبًا وإرهاقًا تشفق على شئ من الماء أو شئ من الطعام ليتقوى بدنك، ثم إذا شربت الماء انتعش بدنك، ابتلت العروق وذهب الظمأ وثبت الأجر إن شاء الله، فهذا ما يكون تأثيره على الأبدان. تأثير الذكر على القلوب أعظم بكثير من تأثير الأبدان؛ فالقلب الذي يتغذى بذكر الله تعالى ويقتات بالأنس به جل وعلا ذكرًا بالقلب وذكرًا باللسان وذكرًا بالجوارح يطيب ويقوىويصبح من أقوى القلوب ثباتًا عند الفتن وعند البلايا والرزايا، ولهذا ينبغي للمؤمن أن يعتني بالذكر وأن يكون للذكر تأثيرٌ على القلب. وأعظم الذكر كلام الله؛ القرآن الكريم العظيم الذي جعله الله تعالى شفاءًا لما في الصدور "ألمْ يأْنِ لِلّذِين آمنوا أنْ تخْشع قلوبهمْ لِذِكْرِ اللّهِ وما نزل مِن الْحقِّ" [الحديد:16] ثم قال: أنه قد سمع كثير من الصالحين هذه الآية تتلى فأثرت فيهم آثارًا متعددة؛ فمنهم من مات عند ذلك لانصداع قلبه بها، وهذا يحصل، لكن أيما أكمل حالاً؟ حال الذين يتأثرون ويعملون أو الذين يموتون؟ لأن بعض الناس يقول: هذه ما حصلت في الصحابة؛ من الصحابة من سمع هذه الآيات، الصحابة نزلت هذه الآيات تعاتبهم ولم يُذكَر أن أحدًا منهم مات؛ الصحابة أقوى قلوبًا ممن بعدهم، ولهذا الذي يسمع آية فيموت، أو الذي يسمع آية فيُغشى عليه ليست حاله أكمل من أولئك الصحابة الكرام الذين سمعوا الآيات وانتفعوا بها دون أن تؤثر فيهم غشيانًا أو موتًا، لكن الشيخ يذكر الأحوال وأن من الناس من يبلغ به الأثر إلى هذه الدرجة، ومنهم من تاب عند ذلك وخرج عما هو فيه كالفضيل بن عياض الزاهد العابد العالم العارف الجليل الذي له من القدر ما هو معروف رحمه الله، فإن توبته كانت ببركة سماع هذه الآية "ألمْ يأْنِ لِلّذِين آمنوا أنْ تخْشع قلوبهمْ لِذِكْرِ اللّهِ وما نزل مِن الْحقِّ" فانخلع مما كان فيه من غفلة وغيّ. نسأل الله أن يحيي قلوبنا، وأن يُصلح أعمالنا وأن يرزقنا ذكره وشكره، وأن يمن علينا بحسن عبادته. وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

تاريخ إصدار الفتوى السبت ١٣ سبتمبر ٢٠١٤ م
مكان إصدار الفتوى بدون قناه
تاريخ الإضافة الأربعاء ٢٤ سبتمبر ٢٠١٤ م
حجم المادة 16 ميجا بايت
عدد الزيارات 2470 زيارة
عدد مرات الحفظ 200 مرة