• الرئيسية
  • غرفة الهداية
  • تابعنا



السؤال:
ما حكم الأبناء العاقين لوالدهم لأنه يأمرهم بالالتزام دينيًا؟
وهذا الأب يقصر فى إخراج زكاة ماله فيخرج جزء ويترك الباقي بحجة عدم وجود محتاج وتراكم المبلغ وأصبح كبيرًا فما حكم ذلك؟
وهل من الممكن أن يكون هذا هو السبب في سوء معاملة أبنائه له؟
الجواب:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد،
فلا شك أن الوالد يحسن في جانب ويسيء في جوانب، يحسن في جانب تربية الأبناء وحثهم على طاعة الله وعلى مرضاة الله وهذا يُشكر عليه، أما كونه يجعل أموال الزكاة تتراكم سنة بعد سنة ولا يخرجها فهذا وبلا شك إثمٌ وحرامٌ بل وكبيرةٌ من الكبائر سلمنا الله وإياكم وإياه منها.
فلعل هذا يعكس على تربيته لأبنائه فعليه أن يصلح من نفسه أولاً وأن يقوم بأداء ما أوجب الله عليه من الزكوات، فإن الولد ينصلح بإذن الله، ثم بصلاح الوالدين يجعله الله سببًا في صلاح الأبناء، قال تعالى في كتابه الكريم: {وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنزٌ لَّهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا} وروي عن سعيد بن المسيب أنه كان يقول لابنه: يا بني لأزيدنَّ في صلاتي من أجلك.
أما عن صنيع الأبناء فهو عقوق وكبيرة من الكبائر العظيمة فأبوهم لم يأمرهم إلا بخير.
فكونهم استثقلوا أمر الوالد وأبوهم يدعوهم إلى طاعة الله ومرضاته، وحتى إن اشتد فإنه يشتد للصالح العام لهم، فلا يرضى أبوهم أن يعذبوا في نار جهنم والعياذ بالله، ولا يرضى أبوهم أن يفسقوا فيعاقبوا من الله.
فليعلم هؤلاء الأبناء أن العقوق من أكبر الكبائر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أَلا أُنَبِّئُكُمْ بأَكْبَرِ الكَبائِرِ؟ قُلْنا: بَلَى يا رَسولَ اللَّهِ، قالَ: الإشْراكُ باللَّهِ، وعُقُوقُ الوالِدَيْنِ، وكانَ مُتَّكِئًا فَجَلَسَ فقالَ: ألا وقَوْلُ الزُّورِ، ألا وشَهادَةُ الزُّورِ"
وليعلم هؤلاء الأبناء أنهم بعقوقهم للآباء سيحرمون خيرًا في الغالب وستسلط عليهم العقوبات.
فليحذروا دعوة الوالد على ولده، فإن دعوة الوالد على ولده مستجابة، فلا يعرضوا أنفسهم لسخط الله، ولا يعرضوا أنفسهم لدعوة الوالد المظلوم عليهم.
هذا ولقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: "رَغِمَ أنْفُهُ، ثُمَّ رَغِمَ أنْفُهُ، ثُمَّ رَغِمَ أنْفُهُ قيلَ: مَنْ؟ يا رَسولَ اللهِ، قالَ: مَن أدْرَكَ والِدَيْهِ عِنْدَ الكِبَرِ، أحَدَهُما، أوْ كِلَيْهِما، ثُمَّ لَمْ يَدْخُلِ الجَنَّةَ" قولوا آمين فقال الصحابة آمين.

تاريخ إصدار الفتوى الأربعاء ٢٦ مايو ٢٠١٠ م
مكان إصدار الفتوى الناس
تاريخ الإضافة الثلاثاء ٢٤ فبراير ٢٠١٥ م
حجم المادة 18.29 ميجا بايت
عدد الزيارات 1016 زيارة
عدد مرات الحفظ 149 مرة
الأكثر تحميلا