• الرئيسية
  • غرفة الهداية
  • تابعنا



السؤال:
شرح حديث(ثلاثة أقسم عليهن وأحدثكم حديثا فاحفظوه قال ما نقص مال عبد من صدقة )
الجواب:

هذا سؤال طويل، يقول السائل: نرجو تفسير الحديث التالي: عن أبي كبشة عمرو بن سعد الأنصاري -رضي الله عنه- أنه سمع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "ثلاثةٌ أقسِمُ عليْهنَّ وأحدِّثُكم حديثًا فاحفظوهُ قالَ ما نقصَ مالُ عبدٍ من صدقةٍ ولا ظلِمَ عبدٌ مظلمةً فصبرَ عليْها إلَّا زادَهُ اللَّهُ عزًّا ولا فتحَ عبدٌ بابَ مسألةٍ إلَّا فتحَ اللَّهُ عليْهِ بابَ فقرٍ أو كلمةً نحوَها وأحدِّثُكم حديثًا فاحفظوهُ فقالَ إنَّما الدُّنيا لأربعةِ نفرٍ عبدٍ رزقَهُ اللَّهُ مالًا وعلمًا فَهوَ يتَّقي ربَّهُ فيهِ ويصلُ فيهِ رحمَهُ ويعلمُ للَّهِ فيهِ حقًّا فَهذا بأفضلِ المنازلِ وعبدٍ رزقَهُ اللَّهُ علمًا ولم يرزقْهُ مالًا فَهوَ صادقُ النِّيَّةِ يقولُ لو أنَّ لي مالًا لعملتُ بعملِ فلانٍ فَهوَ بنيَّتِهِ فأجرُهما سواءٌ وعبدٍ رزقَهُ اللَّهُ مالًا ولم يرزقْهُ علمًا يخبطُ في مالِهِ بغيرِ علمٍ لا يتَّقي فيهِ ربَّهُ ولا يصِلُ فيهِ رحمَهُ ولا يعلمُ للَّهِ فيهِ حقًّا فهو بأخبَثِ المنازلِ وعبدٍ لم يرزقْهُ اللَّهُ مالًا ولا علمًا فَهوَ يقولُ لو أنَّ لي مالًا لعملتُ فيهِ بعملِ فلانٍ فَهوَ بنيَّتِهِ فوزرُهما سواءٌ" رواه الترمذي وقال: حديثٌ حسنٌ صحيح. جواب الشيخ -رحمه الله-: هذا حديث عظيم حديث عمرو بن سعد -رضي الله عنه-، يقول النبي: "ثلاثةٌ أُقسِمُ عليْهنَّ" يعني أحلف بالله عليهن، خَبَر ولكن يقول: أحلف بالله على هذه الأمور. أول شيء: عبد يتصدق فلا ينقص ماله، قال: "ما نَقَص مالٌ من صدقة" الصدقة لا تُنقِص المال، ومصداق هذا في كلام الله: "وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ" سبأ: 39، وجاءت هذه في القرآن بصيغة الشرط، والشرط جزم، إذا وقع فعل الشرط وقع جواب الشرط، فالله قال: "وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ"، والنبي أَقسم على هذا قال: "ما نقص مالٌ من صدقة"، تتصدق الآن بألف دينار لا بد أن يرزقك الله ألف دينار في الدنيا قبل الآخرة، هذه أول واحدة يقسم عليها النبي. "وما زادَ اللَّهُ عَبْدًا بعَفْوٍ إلَّا عِزًّا" صحيح مسلم، وما ظُلم أحدٌ مظلمة ثم عفا عن مظلمته -لم يطالب بحقه وإنما ترك حقه لله- إلا أَعزَّه الله، فهذا الذي عفا عن مظلمته يُعزّه الله، "وما زادَ اللَّهُ عَبْدًا بعَفْوٍ إلَّا عِزًّا"، ما ظُلم عبدٌ مظلمة فصبر عليها إلا زاده الله بها رفعة، هذه الثانية. وأما الثالثة قال: "ولا فتحَ عبدٌ بابَ مسألةٍ إلَّا فتحَ اللَّهُ عليْهِ بابَ فقرٍ" أيّ واحد يروح يدوّر على مسألة يسأل الناس عشان يأخذ أموالهم؛ الله يفتح عليه باب فقر، قد تكون العاقبة أن يفتقر وما يستغني، فالذي يستغني بأموال الناس سؤالًا لهم يعني كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم- في الحديث الآخر: "إنما يسألهم الجمر"، من سأل الناس أموالهم ليستغني بها، عشان يستغنى بالمال هذا، يقول النبي: "إنما يسألهم الجمر"، فلا يستقل ولا يستكثر، فهذا الشيء الثالث: ما فتح عبدٌ باب مسألة إلا فتح الله عليه باب فقر. وأما شطر الحديث الآخر فقال: الدنيا لأربعة: رجلٌ أتاه الله -تبارك وتعالى- مالًا وعلمًا، أغناه الله بالمال وعلَّمه، فهو يسير في ماله بما يُرضي الله -سبحانه وتعالى-، يصل فيه رحمه، ويطعم فيه المسكين والفقير، ويرعى حق الله فيه؛ فهو بأفضل المنازل، هذا أفضل شيء، واحد ربنا يرزقه مال ويرزقه علم يتصرف في هذا المال به. ورجل رزقه الله علمًا ولم يرزقه مالًا، عنده علم لكن ما عنده مال، ويقول: لو أن الله رزقني مال لعَمِلت فيه مثل فلان، كنت أعمل مثل هذا من صلة رحم ومن... فيقول النبي: "فأجرُهما سواءٌ" هذا له نية، يقول النبي: "فأجرُهما سواءٌ"، هذا الذي نوى أنه لو كان له مال لفَعَل فيه مثل هذا الذي أعطاه الله العلم والمال وسار فيه يقول النبي: "فَهوَ بنيَّتِهِ فأجرُهما سواءٌ". ورجلٌ أتاه الله مالًا ولم يعطه علمًا فهو يخبط فيه، لا يرى في هذا المال حقًّا لله، ولا حقًّا لصلة رحمه، ولا للفقراء ولا للمساكين، يخبط في ماله، لا حول ولا قوة إلا بالله، فهذا بأخبث المنازل، أسوأ واحد. واللي أسوأ منه: رجل لم يعطه الله لا مال ولا علم، لكن قال: لو أنا أخذت مال لسوِّيت فيه مثل فلان هذا الذي يشرب به خمر ويعمل به ويفسد فيه، لو كان لي مال لسوِّيت مثله، فهذا يكون معه في السوء، هذا فقير الدنيا والآخرة، "فوزرُهما سواءٌ" ولا حول ولا قوة إلا بالله.

تاريخ إصدار الفتوى الجمعة ٢٧ أكتوبر ٢٠١٧ م
مكان إصدار الفتوى بدون قناه
تاريخ الإضافة الخميس ٢٣ يناير ٢٠٢٠ م
حجم المادة 13 ميجا بايت
عدد الزيارات 785 زيارة
عدد مرات الحفظ 114 مرة