الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وأما بعد: ففي الأصل أن بيع أدوات التجميل حلالٌ لقول الله -تعالى ذكره-: "قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ ۚ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۗ كَذَٰلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ"الأعراف:32، فقوله -جل ذكره- " قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا" أي يشاركون فيها غيرهم خالصةً يوم القيامة لا يشاركهم فيها أحدٌ يوم القيامة، ولقد كان على عهد النبي –صلى الله عليه وسلم- الكحل يُباع، ولم يكن هناك نهيٌ عن بيع الكحل وكانت الفضة تُباع وكان الذهب يُباع وكل ذلك مما يُتزين به وكانت هناك أيضًا على ما نُقل النورة التي تُستعمل في تبييض الجسم أحيانًا ونحو ذلك وكانت الصبغات تُباع، فالحاصل أن الأصل في هذا كله جواز بيعه ولكن أحيانًا إن وجدت شخصيةً شريرة فاسدةً تأخذ منك ذلك، تتبرج به للرجال الأجانب امتنعِ عن البيع لا لأن البيع مُحرم ولكن لعدم التعاون لعدم إعانتها على الإثم والعدوان وتكون هذه الصورة مستثناة ليس لأن البيع حرام لا ولكن إذا أيقنت أنها تفعلها استجلابًا لرجال أجانب أو شباب أجانب ففي هذه الحال يكون من باب التناهي عن المنكرات والله أعلم، ثم جزاك الله خيرًا على مبادرتك الطيبة ولكِ أن تتصدقي بجزءٍ من المال من باب الاحتياط لدينك شكر الله لك.