• الرئيسية
  • غرفة الهداية
  • تابعنا



السؤال:
حكم الجزع من البلاء
الجواب:

بتسأل إن فيه إنسان عنده نوع من الابتلاء وأحيانا بسبب البلاء بيجزع ويقول ألفاظ. طبعاً الإنسان على قدر ما يصبر على البلاء على قدر ما يؤجر من الله -سبحانه وتعالى-، وأنا أبشّر كل مُبتلى بقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: "ما يُصِيبُ المُسْلِمَ، مِن نَصَبٍ ولَا وصَبٍ، ولَا هَمٍّ ولَا حُزْنٍ ولَا أذًى ولَا غَمٍّ، حتَّى الشَّوْكَةِ يُشَاكُهَا، إلَّا كَفَّرَ اللَّهُ بهَا مِن خَطَايَاهُ" صحيح البخاري، وقال أيضاً -صلى الله عليه وسلم-: "إن العبد تكون له المنزلة عند الله لا يبلغها عمله فيرفعه الله بالبلاء". فالبلاء إما أن يكون كفارة للسيئات، وما أكثر السيئات التي تحتاج إلى تكفير، وإما رفعة في الدرجات، فعلى الإنسان على قدر ما يصبر ويتحمل ويلجأ إلى الله -سبحانه وتعالى-، فإن شاء الله له الأجر من الله -سبحانه وتعالى- وله رفعة من الدرجات، لدرجة أن أهل البلاء في الآخرة سيتمنون لو زيد لهم في البلاء لما يرون من عطاء الله ومن نعيم الله -عز وجل- لهم. لكن إن حدث وإن النفس حدث لها نوع جزع أو كما ذكرت الأخت بسبب بلاء ما، فعليه أن يعود وأن يتوب ويرجع إلى الله -عز وجل- ويقول يا ربِ سامحني وخرج هذا مني لضعفي ولقلة حيلتي ويلجأ إلى الله ويستغفر يجد الله غفوراً رحيماً، وإن شاء الله الأجر باقي بإذن الله -سبحانه وتعالى- على قدر حسن توبته ورجعته إلى الله -عز وجل-. كان بعض السلف يقول "حلاوة أجرها أنستني مرارة ألمها"، فلذلك الإنسان إذا ابتلي بأي شيء عليه دائماً أن يضع الأجر نصب عينيه، إن الإبتلاء ده أمامه مغفرة، وأمامه رفعة في الدرجات، وأمامه عطاء من الله -سبحانه وتعالى- عظيم في الجنة، وجنة الله هي المُبتغى ورضا الله هو المُبتغى، فما ضر الإنسان أو ما يضره إذا أُصيب ببعض البلاء في الدنيا أو فاته شيء من الدنيا في مقابل الفوز بالآخرة وبرضوان الله -عز وجل-، فالفوز برضوان الله مُقيد بالصبر، لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- لما رأى امرأة تبكي عند القبر فقال لها النبي -صلى الله عليه وسلم-: يا أمَة الله اتقي الله واصبري -وما كانت تعرف أنه الرسول صلى الله عليه وسلم-، فقالت له إليك عني فإنك لم تُصب بمصيبتي فتركها النبي ومضى، فعندئذ قالوا لها إنه النبي فذهبت إلى رسول الله فلم تجد عنده بوابين -بأبي هو وأمي صلى الله عليه وسلم-، فقالت لم أكن أعرفك، فقال إنما الصبر عند الصدمة الأولى، فهذا مُقيد بالصبر، فالإنسان على قدر ما يصبر وعلى قدر ما يتحلى بالصبر على قدر ما يجد الأجر العظيم من الله -سبحانه وتعالى-. يبقى على قدر ما إن احنا نتفكر في الأجر ده هيساعدنا على الصبر، مع سؤال الله العفو والعافية ورفع البلاء، أسأل الله -عز وجل- أن يعافي كل مُبتلى وأن يرفع البلاء عن كل مُبتلى، إنه ولي ذلك والقادر عليه.

تاريخ إصدار الفتوى الثلاثاء ٢١ يناير ٢٠٢٠ م
مكان إصدار الفتوى الرحمة
تاريخ الإضافة الإثنين ٢٠ يوليو ٢٠٢٠ م
حجم المادة 21 ميجا بايت
عدد الزيارات 471 زيارة
عدد مرات الحفظ 87 مرة
الأكثر تحميلا