• الرئيسية
  • غرفة الهداية
  • تابعنا



السؤال:
3- مسائل في الوتر؟ من نام عن صلاة الوتر؟
الجواب:

وقد جاء في الحديث الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم علم سبطه المبارك الحسن بن علي رضي الله تعالى عنه وأرضاه علمه ماذا يقول في دعاء القنوت، وكان الحسن يومئذٍ صبيًا إذ أن الحسن لما قُبض رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن يتجازو ثمان أو تسع سنوات على الأكثر "اللهمَّ عافِنِي فيمن عافيتَ ، وتوَلَّنِي فيمنْ تَوَلَّيْتَ ، واهدِني فيمن هديْتَ ، وباركْ لي فيما أعطَيْتَ وقني شرَّ ما قضيْتَ إِنَّكَ تَقْضِي ولَا يُقْضَى عليكَ ، وإِنَّهُ لا يَذِلُّ مَنْ وَّاليْتَ"صححه الألباني، لاحظ أنها كلمات معدودة يسييرة، هذا القنوت يقال في الدعاء واختلف العلماء نقلًا عن الصحابة متى يكون القنوت أي متى يدعو الإنسان قبل الركوع أو بعده، المحفوظ عن أنس رضي الله تعالى عنه وأرضاه أن القنوت إذا كان لحاجة يكون بعد الركوع وإذا كان لغير حاجة يكون قبل الركوع، الآن قنوت الوتر بحاجة أو لغير حاجة؟ لغير حاجة فيكون قبل الركوع لكن نُقل عن غير أنس رضي الله تعالى عنه وأرضاه أنه يكون بعد الركوع، على هذا في المسألة نقلٌ عن الصحابة وكفى بهديهم هديًا رضوان الله عليهم فمن قنت قبل الركوع أو قنت بعد الركوع لاينكر عليه لثبوت الأمرين عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، هذا الأول. الأمر الثاني الدعاء في الركوع: الأصل عدم الإطالة وعفا الله وغفر لكثيرٍ من أئمتنا في زماننا هذا، الإطالة في دعاء القنوت غير مشرعةٍ البت، هذا واحد، الأمر الثاني نص العلماء على أن الأصل في الدعاء التضرع لا التغني، التغني ليس مقصود هنا حاش الأئمة أن يكون غناء لكن المقصود لايقال دعاء الوتر على هيئة ألحان، ما يقال على هيئة ألحان إنما الدعاء يدعو الإنسان دعاءًا متضرعًا وبعض أئمتنا وفقنا الله وإياهم لكل خير وهم على الرأس والعين إلا أنه من باب تبيين الحق للناس يقرؤون الدعاء كما يقرؤون القرآن حتى في الحركات والإدغام والإظهار قراءة القرآن شيء والدعاء شيءٌ آخر، هذا الدعاء مفرداته ليست قرآن لا تنطبق عليه أحكام التجويد ثم تقرأ بنفس الطريقة التي يقرأ بها القرآن! ثم لاحاجة للإطالة، ثم إذا كنا ندعو في رمضان كله والأفضل ألا يفعل لكن لو فرضنا أنه دعا في رمضان كله وقد بيت أصلًا أن يدعو في رمضان كله فبالإمكان أن يفرق دعاؤه مثلًا إذا دعا لولي الأمر وهذا من أعظم حقوقه دعا اليوم لولي الأمر، غدًا لولي الأمر، بعد غدٍ يدعو للوالدين، بعد غدٍ يدعو مثلًا لأحداثٍ موجودة أن يرفع الله الضر عن المسلمين، بعد غدٍ بيوم يدعو لمن ابتلي بالدين، وهكذا لكن هو في كل ليلة يريد أن يجمعها جميعًا فيطول هذا على الناس كثيرًا ويشق عليهم ويصبح الناس بالنسبة لهم عادة أكثر منه عبادة وهذا الكل يشعر به وقلما أحدٌ يبينه للناس، لانقول ننكره، قول أئمتنا وسادتنا وخيارنا ما نتهمهم في دينهم ولكن المسألة مسألة بيان حق للناس والدعاء من أعظم العبادات وأجلها بل قال عليه الصلاة والسلام " الدُّعاءُ هوَ العبادةُ"صححه الألباني فلا ينبغي أن نخرج به عن مسائل الحق خاصةً في القنوت والنبي صلى الله عليه وسلم لما علم الحسن سبطه جعلها كلمات يسييرات، رفع اليدين ثبت، عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه أنه كان يرفع يديه في دعاء القنوت، بعض الأئمة كالإمام مالك رحمه الله في المشهور من أقواله، مذهبهم أنه لايرى دعاء القنوت وفي بعض أقواله كان يراه في النصف الثاني من رمضان لكن نقول يصح في كل وقت في رمضان وغيره، فعله أئمتنا فلا مجال لمنعه لكن يكون بقصد حتى يرغب للناس الدين بل هذا هو الحق، ليس يرغب يعني يغير في الدين، يرغب الناس محال لكن المفترض أن الناس يفقهون دينهم وينقل لهم بكل يسر والله عز وجل في الصلاة وهي الصلاة {قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا}الإسراء:110، فكيف بالدعاء الذي هو تبع بالصلاة وليس أصلًا، هذا القنوت بمعنى الدعاء يبقى الإنسان في بيته في غير رمضان عندما يصلي أحدنا في بيته يقنت لأن هذا ثابت، النبي صلى الله عليه وسلم علمه للحسن لكن ليس هناك دليل على أنه يقنت في كل وتر بمعنى بعض الليالي تدعو، بعض الليالي، لا تدعو بقنوته لكن تدعو في سجوده، لا تدعو في قنوتك لكن ادعو في سجودك، كلنا فقراء إلى الله تدعو في السجود لكن لايلزم أن كل وتر توتره أن ترفع يديك فيه. بقيت قضية مسح الوجه باليدين بعد الفراغ من الدعاء، الأحاديث الواردة في الباب لاتقم بها حجة يعني من الصعب القول بها ومع ذلك لايعنف على من فعلها لكن أحب إلىَّ ألا يفعل العبد ذلك لأننا كما قلت لانعلم دليلًا تنهض به الحجة وتقوم في أن يمسح الإنسان وجهه بعد الدعاء وإن كنت لا أستطيع أن أُسرب كثيرًا على من يفعله والمراد الإقبال بالقلوب على الله الكبير المتعال.

تاريخ إصدار الفتوى غير معلوم
مكان إصدار الفتوى السعودية الاولى
تاريخ الإضافة السبت ٢٣ أغسطس ٢٠١٤ م
حجم المادة 5 ميجا بايت
عدد الزيارات 3128 زيارة
عدد مرات الحفظ 252 مرة