• الرئيسية
  • غرفة الهداية
  • تابعنا



السؤال:
يسأل عن حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من قام رمضان إيمانا واحتسابا) (من صام رمضان إيمانا واحتسابا) (من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا) أن يكون الصيام والقيام أمر مقدور عليه من الكثيرين، لكن كيف يمكن أن يحقق الإنسان الإيمان والاحتساب ليفوز بذلك؟
الجواب:

قول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فيما رواه البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة: (من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه) وقال: (من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه) ثم يأتي غاية الفضل وعظيم الإحسان (من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه).
هذا الحديث الشريف ذكر أعمالا وذكر ثوابا لكنه لم يذكر هذا الثواب على مجرد العمل، هو ما قال: من صام رمضان غفر له ما تقدم من ذنبه، إنما ذكر شرطا لنيل هذا الثواب وهو قوله صلى الله عليه وسلم: (إيمانا واحتسابا) وهنا تكرر ذكر ذلك في كل موارد هذا الحديث أو في كل جمل هذا الحديث تأكيدا على المعنى الذي ينبغي أن يستحضره المؤمن في كل عباداته ليس في صلاته وصيامه وقيامه فقط بل في كل عباداته بلا استثناء أن يحقق ذلك (إيمانا واحتسابا).
ما معنى الإيمان؟ الإيمان هو الإقرار المستلزم للإذعان والقبول، الإذعان للأحكام والقبول للأخبار، في قوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا) من هم المؤمنون؟ هم المقرون بما أخبر الله وبما جاء في الكتاب والسنة وفي الأحكام اذعانا وانقيادا واستسلاما وللأخبار أي ما أخبر الله تعالى به قبولا وتصديقا وعدم اعتراض على ما أخبر الله تعالى به.
فالأخبار حقها التسليم والقبول والإذعان والأخبار حقها أن تقول: آمنت بالله بما جاء عن الله على مراد الله وآمنت بما قال رسول الله على مراد رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا معنى الإيمان.
إذا قوله: إيمانا تصديقا وإقرارا لأن الله فرض هذه العبادة وبكل ما يتعلق بهذه العبادة من الإيمان منه الفرضية ومنه الثواب والأجر ومنه عقوبة الترك ومنه ما إلى ذلك من الأشياء المتصلة بالصوم وبالقيام فالإيمان هو الإقرار بفرضية ومشروعية الصوم ومشروعيته في قيام رمضان وفي قيام ليلة القدر.
أما الاحتساب فهو مأخوذ من احتسب الشيء إي إذا رجا ثوابه ورجا عاقبته فأحتسب الشيء أي أعده وأرقب ثوابه أو عطاءه أو رجعه أو الثواب المترتب عليه، فاحتسابه أي نحتسب الأجر في هذا الصوم على هذه الصفة من الله جل وعلا.
وهذا يبين أن العمل القلبي هو الأصل في التعبد الأصل هو ما في الباطن من صلاح واستقامة وما في القلب من تعلق بالله عز وجل وما في القلب من محبة وتعظيم له، ما في القلب من إيمان واحتساب هذه الأعمال ورجاء ثوابها منه سبحانه وبحمده.
فالاحتساب يتحقق بألا تطلب ثواب هذا الصوم عند أحد أن تطلبه من الله عز وجل فإنه مهما أثابك الناس على عمل صالح فإن ما عند الله خير وأبقى ولكن الناس يؤثرون الأدنى ويؤثرون القريب على الغائب، ولهذا كلما كنت – وننتبه إلى هذا المعنى – كلما كمل الإيمان وكلما كمل الاحتساب في العمل زاد الأجر والثواب.
ولهذا المحتسبون المؤمنون في صيامهم وقيامهم قد يكونون كثر من حيث أصل الإيمان والاحتساب لكن التفاوت بينهم هو بقدر ما معهم من إيمان وبقدر ما معهم من احتساب وكلما علا نصيب الإنسان من هذه المعاني عظم أجره وثوابه وعطاؤه والله تعالى قد قال: (الصوم لي وأنا أجزي به) في الحديث الإلهي، ومعنى هذا الثواب المرتب على هذا العمل ليس شيئا يمكن إدراكه إنما لا يعلمه إلا الله لأنه سر بين العبد وبين ربه فإثابته كانت كذلك من الله الذي يعطي على القليلِ الكثيرَ سبحانه وبحمده.

تاريخ إصدار الفتوى غير معلوم
مكان إصدار الفتوى الرسالة
تاريخ الإضافة السبت ١٥ نوفمبر ٢٠١٤ م
حجم المادة 4 ميجا بايت
عدد الزيارات 921 زيارة
عدد مرات الحفظ 229 مرة