نعم في حديث أبي مسعود في الصحيحين أنه رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله) فالمعيار في التقديم هو القراءة لكتاب الله فمن كان في القراءة أقوم فهو أحق.
حلق اللحية حكى جماعة من أهل العلم الإجماع على أنه لا يجوز والمقصود بالحلق إزالة الشعر من الوجه كله، أما لو كان يحلق جزءا ويترك أخرى فهذه مسألة خلاف، يعني يبقي الشعر النابت على الذقن هذه مسألة خلاف.
فقهاء الحنابلة عندهم أن اللحية هي ما نبت على الذقن وذهب طائفة من أهل العلم وهو الصحيح أن حد اللحية هو ما نبت على اللحيين والذقن.
هل حلق اللحية معصية؟ حكي الإجماع على أنه لا يجوز حلق اللحية، فهل هذه معصية؟ على قول الجمهور نعم هي معصية، طيب هل يقدم؟ هنا في الحقيقة موازنة ذلك أن من أهل العلم من يرى أنه لا يصح تقديم العاصي، لكن المعصية أمر يختلف من حيث تأثيره على قبول الشهادة ومن حيث تأثيره على الإمامة ومن حيث تأثيره على جوانب عديدة لشيوع هذه المعصية وانتشارها فإذا انتشرت وشاعت لا تنتقل عن كونها معصية لكن يكون أثرها في جانب الاستقامة ووصف الصلاح ليس كما لو كان المجتمع صالحا قائما بهذا الواجب منتهيا عن هذا المنكر، هذه مسألة مهمة ومؤثرة في جوانب عديدة.
ولذلك لو أردنا تطبيق كلام الفقهاء فيما يتعلق بمقام الشهادات لن تقبل شهادات أكثر الناس، بل إن من العلماء من سئل وأظنه الشّيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله أنه سئل عن القاضي لو كان حليقا أو الشاهد كان حليقا، قال: لو لم نقل بجواز ذلك لتعطلت مصالح الناس وتعطلت حقوقهم، فالذي يظهر إنه لا بأس.
لكن الأخت هنا تسأل عن المفاضلة بين شخص قراءته جيدة لكنه مقصر بالحلق وآخر قراءته دون فالمسألة محل تأمل والذي يظهر لي أنه تقديم هذا في مثل هذا المقام لا بأس به.