• الرئيسية
  • غرفة الهداية
  • تابعنا



السؤال:
إذا حصل الكسوف هل يجب على جميع المسلمين أن يؤدوا الصلاة أم أنه يجب على الذي يرى الكسوف فقط والبقية لا يجب عليهم؟
الجواب:

الخسوف هو حدث كوني ليس باليسير، كون الناس لا يهتمون به أو يعاملونه معاملة حدث طبيعي هذا لا يلغي ما يتضمنه هذا الحدث من نذر ومن آيات ينبغي الوقوف عندها.
جاء في الصحيحين من غير ما طريق عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا ينخسفان لموت أحد ولا لحياته فإذا رأيتم ذلك ففزعوا إلى الصلاة) وفي رواية: (فادعوا وكبروا وصلوا وتصدقوا) كما في الصحيحين من حديث عائشة.
النبي صلى الله عليه وسلم بين المعنى الذي يتضمنه هذا الحدث الكوني وأنه آية من آيات الله تعالى وفي بعض روايات الصحيحين: (يخوف الله بهما عباده) ومعنى التخويف أنها آية توجب وجلا وخوفا.
مم الخوف؟ إذا كانت هذه ظاهرة طبيعية لا تستوجب ولا تسترعي انتباها ولا تحدث فزعا فمم الخوف؟ إن الخوف من شيء يمكن أن يقع.
ولهذا الفهم لحقيقة الخسوف أنه نوع من الاختلال في نظام الكون، هو إشارة إلى أنه نوع من الاختلال في نظام الكون إذ إن الشمس تخرج عن طريقها عن عادتها وعهد الناس بها كذلك القمر يخرج عن عادته وعهد الناس به من الاكتمال والإبدار فيكون هذا سبب للخوف والوجل.
وقد انفعل النبي صلى الله عليه وسلم وهو أعلم الناس بربه وأتقاهم له انفعل لهذا الحدث انفعالا عظيما ففي الصحيحين أنه خرج صلى الله عليه وسلم فزعا مسرعا حتى من شدة سرعته وخروجه أدرك بردائه يعني لحقوه بردائه الذي يغطي جسده وقام في أصحابه صلى الله عليه وسلم قياما طويلا حتى إن بعضهم غشي عليه من طول القيام الذي قدر بأربع ساعات.
وهذا الموقف العظيم رأى فيه النبي صلى الله عليه وسلم الجنة والنار ورأى فيه أشياء وأحداث كبيرة حدث بها أصحابه بعد أن فرغ من خطبته صلى الله عليه وسلم.
نحن الآن فهمنا ما هو الرمز ما هو المعنى الذي يحتوي هذا الحدث الكوني، إنه تخويف والله تعالى يقول: (وما نرسل بالآيات إلا تخويفا) أي لينزجر الناس بمعنى أن الخوف أنك توجل وتخاف والخوف مقتضاه مراجعة الحسابات ومقتضاه تصحيح المسار ومقتضاه الإقلاع عن سيء الأعمال هذا مقتضى الخوف، ولكن هذا الخوف لا يمكن أن يندفع إلا باللجأ إلى الله تعالى.
الإنسان لا مفر له (كلا لا وزر * إلى ربك يومئذ المستقر) ولا ملجأ منه إلا إليه فلذلك شرع الله تعالى الفزع إليه بألوان من العبادات، طبعا هناك ألوان من العبادات لا يمكن تداركها، مثل الصوم فالخسوف قد يحدث في أثناء النهار فلا يمكن أن يصوم كذلك الحج لا يمكن أن يذهب ويحج في اللحظة نفسها!
فشرع من الأعمال ما يمكن البدء به وكان أبرز ذلك الدعاء والتكبير والصلاة والصدقة والعتاق هذا هو الذي شرعه الله تعالى للمؤمنين وقد باشر النبي صلى الله عليه وسلم ذلك بنفسه فصلى بأصحابه صلاة غريبة خارجة عن المعتاد لأن الحدث خارج عن المعتاد فصلى ركعتين في كل ركوع ركوعان، فخلصت هاتان الركعتان بأربع ركوعات وأربع سجدات على خلاف المعتاد وقرأ فيها قراءة طويلة كما ذكرنا كل هذا خروج عن المعتاد ليتناسب مع هذه الآية.
من الذي يصلي؟ يصلي كل من يستطيع لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (فافزعوا إلى الصلاة) وقال: (فصلوا)، لكن هذا هل هو على سبيل الوجوب جماهير العلماء وعلى هذا الاجماع أن صلاة الكسوف ليست واجبة وإنما هي مستحبة ومن لم يصل لا يعني أن يجلس لاهيا يشاهد هذا الحدث الكوني دون أن يحدث في قلبه وجل وخوف إنما معنى هذا أن يشتغل بلون آخر كالدعاء بأن يكشف الله تعالى الضر وأن يزيل البلاء ويستغفر العبد ويتوب أيضا الصدقة أيضا الذكر بإجمال التكبير والتكبير هو مما جاء النص عليه كل هذا من الوسائل التي تدفع بها هذه الأحداث.
طيب قد يقول قائل: ما الفائدة من الصلاة، ما الفائدة من العمل الصالح؟ الفائدة هو دفع ما يمكن أن يقترن مع هذا الحدث من حوادث كونية، فإن هذا الحدث قد يصحبه حوادث كونية ذكر ابن القيم رحمه الله فائدة ولفتة مفيدة وهو أن الجهات التي لا يصلى لله تعالى فيها ولا يذكر ولا يعبد يجري فيها في وقت الكسوف والخسوف من الحوادث والقضايا والاختلالات في نظام الناس ما يدفعه الله سبحانه وتعالى عن الجهات التي يجأر بها الناس إلى الله ويرجعون إليه.

- هناك قضية في صلاة الخسوف يعني هل يجب بمجرد سماع الخبر أم لا بد من الصلاة في وقت رؤية الخسوف؟
بالنسبة للصلاة المقصود به العلم بوجود الكسوف والأصل أن العلم يكون بالنظر (فإذا رأيتموه فافزعوا إلى الصلاة) فإذا علم الناس بوجود الكسوف ولم يروه كأن يكون هناك حائل من غيم أو حائل من غبار يمنع من رؤية الكسوف فإنه لا يجب عليهم لأن الأمر منوط بالرؤية، فالعلم به من طريق الحساب أو الخبر السابق هذا لا يوجب العمل لأن العمل أنيط بالرؤية فإذا رأيتموه فصلوا ، فافزعوا إلى الصلاة ، فصلوا ، فتصدقوا، كل هذا منوط بالرؤية فإذا حيل بينه وبين الرؤية لمانع فإنه لا يترتب عليه مشروعية الصلاة لأن الناس مكلفون بما يشاهدون لا بما يعلمون من حساب، ثم إن الحساب قد يخطئ مهما بلغت دقة وإتقان ما يعلم به بدء الكسوف ونهايته، لكن ينبغي أن يبقى الأمر على إناطة الحكم الشرعي بالنظر المباشر.
طيب لو أن إنسانا في غرفته وقال أنا ما رأيت الكسوف والناس تصلي خارجا، فإننا لا نقول: لا يلزم أن تراه لأنه لو قلنا: لزم أن يراه كل إنسان بعينه فمعنى هذا أن الأعمى لا يصلي والأصم لا يصلي إذا دعي إلى الصلاة لكن الجواب أنه إذا رآه فإنه يبادر إلى الصلاة ويفزع.

-وهل هو نفس الحكم إذا كان يشاهد في دول ولا يشاهد في أخرى؟
نعم الحكم منوط بالرؤية التي شوهد فيها، وأما الأماكن التي لم يشاهد فيها فلا صلاة عليهم.

تاريخ إصدار الفتوى غير معلوم
مكان إصدار الفتوى بدون قناه
تاريخ الإضافة الأحد ٢٣ نوفمبر ٢٠١٤ م
حجم المادة 41 ميجا بايت
عدد الزيارات 882 زيارة
عدد مرات الحفظ 218 مرة