• الرئيسية
  • غرفة الهداية
  • تابعنا



السؤال:
متى أنوي لصيام الفرض؟
الجواب:

النية من جهة محلها ينبغي أن نعلم أن النية لا بد أن تسبق العمل ولا بد أن ينتفي ما يضادها عن مصاحبتها في أثناء العمل، ولهذا إنما قلنا أن نتفي عما يضادها باعتبار أن استحضارها من الأمور الصعبة، وذلك أن الإنسان على سبيل المثال يؤدي الصلاة لله عز وجل مخلصا لله ثم بعد ذلك يبدأ الإنسان بعدم استحضار النية، وذلك أنه يجري على الأصل، أو كذلك في الصيام ينوي من الليل ثم بعد ذلك ينسى
استحضار النية والاحتساب في كل ثانية هذا ليس بمطلوب ولكن الواجب في ذلك ألا يأتي ما يناقض أصلها بمعنى ألا يأتي مثلا ولو لشيء يسير أن يرائي بهذا العمل لغير الله فنقول: هذا ينافيها
محل النية هي ما قبل العمل وقد جاء بيان ذلك عن النبي عليه الصلاة والسلام في حديث حفصة وكذلك جاء عن عبد الله بن عمر موقوفا ومرفوعا والصواب فيه الوقف وقد جاء في المسند والسنن من حديث الزهري عن سالم بن عبد الله بن عمر عن أبيه عن حفصة أن النبي عليه الصلاة والسلام قال: (من لم يبيت النية من الليل فلا صيام له) إنما جعلها من الليل باعتبار أن الصيام من النهار، فأول لحظة سابقة لهذا العمل هي من الليل فقال: (من لم يبيت النية من الليل)
لهذا لا يقال: إنه لا بد من النية قبل دخول العمل فإذا دخل الإنسان العمل من غير نية فكأن ثمة جزء من ذلك العمل متجردا عن النية، إذا فثمت قصور في الصلاة وعدم وجود لها أو مثلا الصيام ونحو ذلك، لهذا نقول: إن مسألة النية لا بد أن تكون سابقة للعمل
أما هذا السبق لهذه النية متى محله جاء الدليل بذلك أنها تكون من الليل ولكن لو كانت النية من النهار، النهار الذي قبل ذلك الليل أنه نوى أنه ما كان من ذلك اليوم إنه سيصوم
نقول: إن هذا جائز أيضا شريطة ألا يكون ثمة ما ينافيه، الدليل على هذا أن النية إنما وجبت في ابتداء العمل لا أن تكون سابقة لمباشرته
وذلك أن الإنسان ربما يعزم الخروج من بيته إلى المسجد ثم بعد ذلك تنتفي أو ينسى النية أو يتغافل ولا يشعر بنفسه إلا وهو في المسجد أو مكبرا بين الناس، فإنشاء النية مكانها قبل ذلك تحقق فيه هذا الأمر
أما تقييد النص في قوله: (من لم يبيت النية من الليل) باعتبار الأغلب باعتبار التغليب أن الناس إذا عزموا على شيء صباحا يعقدون العزم عليه ليلا، لا يعقدون عليه العزم قبل ذلك بأيام ثم يتناسونه حتى يباشروه فإنه لا بد من المصاحبة من أمر الليل
كذلك أيضا إنما خصص الليل دفعا للظنة وما يطرأ من خطرات النفس مثلا من النية السيئة، من الرياء، والسمعة وغير ذلك فدفع بهذا الأمر فكان أيضا دافعا للإخلاص أن تكون في آخر لحظة مما كان قبل الصيام وأن يكون ذلك نية خالصة لله سبحانه وتعالى

تاريخ إصدار الفتوى غير معلوم
مكان إصدار الفتوى المجد العلمية
تاريخ الإضافة الخميس ٢٨ مايو ٢٠١٥ م
حجم المادة 11.16 ميجا بايت
عدد الزيارات 1959 زيارة
عدد مرات الحفظ 251 مرة