• الرئيسية
  • غرفة الهداية
  • تابعنا



السؤال:
ما هو الصيام، ومتى يبدأ؟
الجواب:

بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد
ما يتعلق بالصيام، الصيام من جهة اللفظ ومعناه المراد بذلك هو الإمساك
والصيام هو أن الإنسان أمسك عن شيء مما كان يفعله قبل ذلك سواء كان كلاما أو كان أكلا أو كان فعلا ونحو ذلك ولهذا قال الله عز وجل في كتابه العظيم: (إني نذرت للرحمن صوما) يعني المراد بذلك إني لن أتكلم
وكذلك أيضا فإن الإمساك عن الكلام فإنه يسمى صياما في لغة العرب، ولهذا يقول الشاعر:
خيل صياما وخيل غير صائمة ** تحت العجاج وأخرى تعرك اللجما
والمراد بهذا أن الخيل منها ما هي صيام في حال المعارك منها صيام أي تمسك (تعرك اللجم) ومنها ما هي تصهل ويظهر صوتها وهذا الذي تسمى غير صائمة
الإنسان يسمى صائما وغلب على المصطلح المصطلح الشرعي إذا أمسك عن الأكل باعتبار أن الأكل كان ديدنا له يطعم ويشرب غدوا وكذلك في مشائه وكذلك أيضا في ثناياه، ربما يتناول طعاما، تمرا، ماء، لبنا أو غير ذلك فإن هذا مما يعتاده الإنسان، وضد ذلك هو الإمساك فغلب اسم الصيام على هذا المعنى
لهذا نقول: إن الصيام في ذاته هو الإمساك، والإمساك هو أن يمسك الإنسان عن المفطرات التي خصها الشارع بالدليل سواء كان الأكل أو الشرب أو الجماع أو غير ذلك مما ثبت به الدليل في كلام الله عز وجل وكلام رسول الله صلى الله عليه وسلم
أما شق السؤال وهو ما يتعلق بابتدائه وانتهائه، متى يبتدئ؟ نقول: ابتداء الصيام يبتدئ من طلوع الفجر الله عز وجل يقول في كتابه العظيم: (فكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأسود من الخيط الأبيض من الفجر) وهذا فيه إشارة إلى أن الإنسان يأكل من الليل ما يشاء حتى يتبين له الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر والمراد بذلك هو بياض النهار وسواد الليل وهو ظهور أو دخول الفجر وهذا أمارته في ذلك هو أذان الفجر، إذا أذن الفجر فإنه لا يؤذن إلا ببيان وطلوع الخيط الأبيض من الفجر حينئذ وجب على الإنسان أن يمسك
وهذا الإمساك يتحقق في الإنسان بالمبادرة به أن يكون الإنسان قد طعم قبل ذلك ثم أمسك ليظهر فيه الامتثال، كما هذا يظهر في كثير من الصور التي يأمر الله عز وجل الإنسان أن يبادر بعمل من الأعمال أن يؤخر العمل السابق له إلى آخر لحظة ثم بعد ذلك يمسك وهذا ما يتعلق في السحور لأنه يظهر فيه الامتثال والانقياد لله عز وجل فيمسك الإنسان في صيامه إلى النهار
وكلما تحقق الإنسان فيه الإمساك ظاهرا وباطنا كان من أهل التعبد التام وهذا يظهر، لهذا نقول: إن الصيام من جهة حقيقته وجوهره ومعناه التام، نقول: هو أن يمسك الإنسان عن سائر المفطرات وكذلك سائر ما يخدش الصيام من الأمور الباطنة والظاهرة
الأعمال القلبية، الهمم الدنية، الأعمال الظاهرة من إطلاق البصر والسمع مما ينقص الصيام ولا يخدشه، كذلك أيضا من الأعمال الباطنة بنقض الصيام من الرياء والسمعة، كذلك من أعمال الجوارح من الأكل والشرب أو الضرب وغير ذلك أو الفواحش التي تبطل الصيام وتفسده

تاريخ إصدار الفتوى غير معلوم
مكان إصدار الفتوى المجد العلمية
تاريخ الإضافة الخميس ٢٨ مايو ٢٠١٥ م
حجم المادة 13.75 ميجا بايت
عدد الزيارات 1060 زيارة
عدد مرات الحفظ 236 مرة