• الرئيسية
  • غرفة الهداية
  • تابعنا



السؤال:
1- ما حكم طلاق الغضبان؟
2- ما حكم رد السلام بالمثل؛ إذا قال لي أحدهم السلام عليكم فرددت عليه وعليكم السلام؟
الجواب:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد،
الأخ الكريم يسأل عن طلاق الغضبان، أقول: طلاق الغضبان فيه شيء من التفصيل؛ إذا كان الغضبان خرج عن شعوره بغضبه ولم يملك أمر نفسه ولم يدري ما يقول، لم يدري ما يقول فطلاقه ليس بواقع.
أما إذا كان الغضبان يملك أمر نفسه ويعي ما يقول فطلاقه واقع.
لكن هناك منطقة حرجة بين الغضبين ذكرها ابن القيم وغيره هي: أن الغضبان وهو غضبان يعرف ما يصنع ويعرف ما يقول لكنه لا يستطيع أن يمنع نفسه، فتراه مثلا أمامه هاتف محمول يكسره وهو غضبان، هو عارف تماما أن الذي يصنعه خطأ، وأن تكسير الهاتف المحمول خطأ، ولكن فقد آلية التحكم في نفسه فطفق يكسر المحمول، يركل الزجاج برجله يكسره، يلطم يضرب نفسه بهذه الطريقة، في مثل هذه المرحلة المتوسطة الذي اشتد غضبه بهذه الطريقة التحقيق -والله أعلم- أن طلاقه ليس بواقع.
ولذلك أدلة من هذه الأدلة التي استدل بها العلماء: حديث وإن كان في سنده مقال "لا طلاق ولا إعتاق في إغلاق" هذا الحديث في سنده مقال يسير، ومعناه لا طلاق ولا إعتاق إذا كان عندك عبد تريد عتقه، في إغلاق، فسروا الإغلاق بتفسيرين؛ الأول: الإغلاق الإكراه، والثاني: الإغلاق الغضب، قول ثالث: عن كل ما يغلق على العقل، ومن ثَم يتحرك صاحبه وكأنه لا عقل له، هذا دليل.
لكن دليل آخر: أن كليم الله موسى عليه صلوات الله وسلامه وعلى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم لما رجع وجد قومه يعبدون العجل، وكان قد مَنَّ الله عليه بالألواح التي هي بمنزلة القرآن التي في نسختها هدى ورحمة للذين هم لربهم يرهبون، فلما جاء وجد قومه يعبدون العجل ألقى الألواح وكسرها فعفا الله له عن ذلك إذ كان غضبان قال تعالى: ﴿وَلَمَّا رَجَعَ مُوسَى إِلَى قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفًا قَالَ بِئْسَمَا خَلَفْتُمُونِي مِنْ بَعْدِي أَعَجِلْتُمْ أَمْرَ رَبِّكُمْ وَأَلْقَى الأَلْوَاحَ وَأَخَذَ بِرَأْسِ أَخِيهِ يَجُرُّهُ إِلَيْهِ﴾ فعفي له عن ذلك كله عليه صلاة الله وسلامه للغضب الشديد الذي كان قد اعتراه، هذا أحد الاستدلالات كذلك.
ثم قالوا إن القصد الصحيح والنية الصحيحة لم تتوفر أثناء الغضب الشديد بهذه المثابة، هذا والله أعلم.
إجابة السؤال الثاني:
أما إذا قال لك قائل السلام عليكم فتجيب وعليكم السلام فقط، إذا أجبت بقولك وعليكم السلام أديت ما عليك، لكن ربي قال: ﴿وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا﴾ فقُدِم الأحسن، وأنت مثاب إذا قلت وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
والنبي- صلى الله عليه وسلم- قال: "لما خلق الله آدم خلقه طوله في السماء ستون ذراعا فقال يا آدم: اذهب إلى هؤلاء الرهط من الملائكة فسلم عليهم وانتظر ما يحيونك به فإنها تحيتك وتحية ذريتك من بعدك، فأتاهم فقال: السلام عليكم، فقالوا: وعليكم السلام ورحمة الله، فزادوه ورحمة الله.

تاريخ إصدار الفتوى الثلاثاء ٣٠ مارس ٢٠١٠ م
مكان إصدار الفتوى الناس
تاريخ الإضافة الجمعة ٠٢ يناير ٢٠١٥ م
حجم المادة 20.54 ميجا بايت
عدد الزيارات 655 زيارة
عدد مرات الحفظ 185 مرة