الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد.. فإن عمل المرأة في حد ذاته لا بأس به، ولا مانع منه، إنما النظر إلى الملابسات المحيطة بهذا العمل؛ كأن يكون العمل في نفسه حرامًا، فإذا كانت المرأة مثلاً تعمل في أبواب الربا، أو تعمل في أمور تُسخِط الله عز وجل فحينئذٍ يحرم العمل، أو إذا كانت تسافر إلى عملها بلا مَحرَم، أو كانت في عملها يًغلق عليها وعلى رجلٍ آخر باب من الأبواب. فالملابسات المحيطة بالعمل هي التي تعطيه حُكمًا، أما العمل عمل المرأة في أصله فجائزُ وحلالٌ ومباحٌ، ولقد كانت أسماء بنت أبي بكر رضي الله تعالى عنها تسوس فرس الزبير، وتجمع له النوى وتدقه، وكانت أم المؤمنين زينب بنت جحش رضي الله تعالى عنها تمعس في بيتها المنيئة _أي تأتي بالجلود وتدلكها تمهيدًا لدباغتها_. فعمل المرأة في الأصل ليس حرامًا، لكن يُنظر إلى طبيعة العمل وإلى الملابسات المحيطة بالعمل؛ من اختلاط أو خُلوة أو سفر بلا مَحرم أو أن يكون العمل في نفسه حرامًا، إلى غير ذلك من الملابسات، فهي التي تعطي الحُكم. والله أعلم.