• الرئيسية
  • غرفة الهداية
  • تابعنا



السؤال:
لو شخص عمل معصية وتاب وبعد ما تاب عمل المعصية غصب عنه، وبعدين يتوب تاني ينفع ولا مينفعش؟
الجواب:

أولًا أشكرك على حسن اهتمامك بنفسك فيما يتعلق بتقوية الإيمان، وضَعف الإيمان؛ لأن معتقدنا أن الإيمان يزيد بالطاعة، وينقص بالمعصية. ففعل الطاعات تزيد الإيمان، وفعل المعاصي والسيئات تنقص الإيمان، قال الله -جل وعلا- : "إِنَّمَا ٱلۡمُؤۡمِنُونَ ٱلَّذِینَ إِذَا ذُكِرَ ٱللَّهُ وَجِلَتۡ قُلُوبُهُمۡ وَإِذَا تُلِیَتۡ عَلَیۡهِمۡ ءَایَـٰتُهُۥ زَادَتۡهُمۡ إِیمَـٰنࣰا وَعَلَىٰ رَبِّهِمۡ یَتَوَكَّلُونَ" الأنفال:2، وقال -جل وعلا- في كتابه أيضًا: "لِیَزۡدَادُوۤا۟ إِیمَـٰنࣰا مَّعَ إِیمَـٰنِهِمۡۗ" الفتح:4. أما ما بدر منك بالمعصية وتريد أن تعود إلى التواب، الرحمن، الرحيم، الغفور، الغفار فذلك حسنٌ، وهو واجب علي وعليك وعلى سائر العصاة.
وأبشر .. أبشر فإن الله -تعالى- كما أخبر رسوله: "يبسط يده بالنهار ليتوب مسيئ الليل، ويبسط يده بالليل ليتوب مسيئ النهار فيقول: هل من مستغفر فأغفر له"، وأما إذا تاب الإنسان من المعصية فأقلع عنها وندم على فعلها، وعزم على عدم عودته إليها بينه وبين ربه، ثم عاد إليها مرة أخرى وتاب فالله يقبل منه التوبة؛ لأنه عند توبته الأولى كان عازمًا على ألا يرجع إلى المعصية ولكن في لحظةٍ ضَعُف الإيمانُ فيها وقويت نفسه عليه فأمرته بالسوء حيث قال الله -تعالى-: "إِنَّ ٱلنَّفۡسَ لَأَمَّارَةُۢ بِٱلسُّوۤءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّیۤ" فالله -تعالى- يقبله. وقد ثبت عند الترمذي من حديث أنس -رضى الله عنه- بإسنادٍ حسن صحيح أن الله -تعالى- قال: -انتبه- "يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان منك ولا أبالي، يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك ولا أبالي، يا ابن آدم لو أنك أتيتني بقراب الأرض خطايا (بملء الأرض ذنوب) ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لأتيتك بقرابها مغفرة".
فنسأل الله التواب أن يتوب علي، وأن يتوب على سائر عصاة الموحدين، وأن يرحمنا الرحمن برحمته التي وسعت كل شيء، وأن يغفر لنا الغفور الغفار فإنه ولي ذلك والقادر على أن يسترنا فهو الستير -سبحانه وبحمده- .

تاريخ إصدار الفتوى الأحد ٠١ يناير ٢٠١٢ م
مكان إصدار الفتوى الرحمة
تاريخ الإضافة الجمعة ٠٦ أبريل ٢٠١٢ م
حجم المادة 6 ميجا بايت
عدد الزيارات 5484 زيارة
عدد مرات الحفظ 398 مرة
الأكثر تحميلا