• الرئيسية
  • غرفة الهداية
  • تابعنا



السؤال:
أريد يا شيخ التحذير بشأن المكاتب التي يسرت الربا في هذه الأيام؟
الجواب:

أقول يا أمة التوحيد، يا أمة السنة القولية والفعلية والتقريرية والخُلقية والخِلقية، يا أهل الاستسلام بالله بالتوحيد والانقياد له بالطاعة والخلوص من الشرك والتبرؤ من أهله، نحن ضيوف على وجه الكوكبة الأرضية وسنرحل عنها شئنا أم أبينا، متى موعد الرحيل؟ اسمع: "إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ" لقمان:34. إذن هل الموت يرتبط بصغر أو بكبر؟ الجواب: لا، هل يرتبط بصحة أو بمرض؟ الجواب: لا، والسؤال بأي شيء يرتبط الموت؟ بقوله تعالى: "إِنَّ أَجَلَ اللَّهِ إِذَا جَاءَ لا يُؤَخَّرُ لَوْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ" نوح:4. فلماذا أحارب ربي؟ وأنا الذي أجوع وأشبع، وأعطش وأرتوي، وأمرض وأُصِح، وأنامُ وأستيقظ، وأنا العبد الفقير الحقير، كيف أحارب من خلقني؟ حيث قال -جلا وعلا- في كتابه: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ" الحشر:18. يعني إيه اتقوا الله؟ يعني أتمروا بأمره وانتهوا بنهيه، إخلاصًا له وحده واتباعًا لرسوله، ده معنى اتقوا الله "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ". يعني إيه اتقوا الله؟ يعني أن تعمل بطاعة الله على نور من الله ترجو ثواب الله، وأن تترك معصية الله على نور من الله تخشى عقاب الله، كما قال ذلك طلق بن حبيب -رحمه الله-. "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا .." البقرة:278. أي دعوا ما بقي من الربا إن كان فضلًا أو نسيئًا "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ" إن كنتم مؤمنين بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، والقضاء والقدر كما ورد. "فَإِن لَّمْ تَفْعَلُواْ فَأْذَنُواْ بِحَرْبٍ مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِن تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُؤُوسُ أَمْوَالِكُمْ لاَ تَظْلِمُونَ وَلاَ تُظْلَمُونَ" البقرة:279. ثم إن النبي صلى الله عليه وسلم قال في صحيح مسلم من حديث جابر -رضي الله عنه-: "لعن -ما معنى لعن- الطرد من رحمة الله ولا يكون إلا على كبيرة من الكبائر- (لعن آكل الربا وموكله وكاتبه وشاهديه). وقد روى الإمام أحمد في مسنده بإسناد صححه الشيخ الألباني -رحمة الله عليه- "دِرْهَمٌ رِبًا يَأْكُلُهُ الرَّجُلُ وَهُوَ يَعْلَمُ، أَشَدُّ مِنْ سِتَّةٍ وَثَلَاثِينَ زَنْيَةً". ثم إن النبي صلى الله عليه وسلم قال في الصحيح: "اجتنبوا السبع الموبقات: الشرك بالله، والسحر، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، والربا، وأكل مال اليتيم، والتولي يوم الزحف، وقذف المؤمنات المحصنات الغافلات" أو كما قال سيد البريات صلى الله عليه وسلم. المهم من جملتهم الربا. وقال صلى الله عليه وسلم: "الربا ثلاثة وسبعون بابًا أقلهم أن يأتي الرجل أمه" وهذا قد حسنه الألباني -رحمه الله- في صحيح الجامع. فاتقوا الله عباد الله واعلموا أن الدنيا لا تغني عن الآخرة، ولا تهلكن نفسك ورزقك قادم إليك لا محالة، فإن الله تعالى قال: "وَفِي السَّمَاء رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ * فَوَرَبِّ السَّمَاء وَالأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِّثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنطِقُونَ" الذاريات23:22. فإن كان رزقك مضمون وأنت في بطن أمك، وأنت عند أربعة أشهر فلا تطلبنه بما حرم الله واطلبه بما أحل الله -تبارك وتعالى-. وأنتم أيتها النسوة يا من تقرضن ألف وألفين، يسمى قروض بسيطة اتقوا الله فإنكن ستسألن عن النقير والفتيل والقطمير، فإن الله تعالى قال: "فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ" الزلزلة8:7. يا أمة الله اتقِ الله فأنتِ ستنزلين قبركِ وحدكِ، وسيسألكِ منكر ونكير، وستعرضين إلى عذاب الله لإنكِ حاربتِ الله الذي سمى نفسه القوي والمتين ونحن الضعفاء، فكيف لهذا الضعيف الحقير أن يحارب الله القوي المتين؟ وأسأل الله أن يردني والأمة ردًا جميلًا إلى الله -عز وجل- وأن يُؤسلم الاقتصاد في بلادنا وبلاد العالم، وأن حل مشكلة الاقتصاد في آية واحدة "وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَىٰ آمَنُوا وَاتَّقَوْا -ماذا تفعل لهم يا رب؟ قال- لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ" الأعراف:96. ولا تقولي أستاذ في كليه التجارة دارس إدارة ورياضة مالية، ولا تقولي أستاذ في السياسة والاقتصاد، ولا تقولي أستاذ في الحقوق، لا تجارة ولا حقوق ولا سياسة واقتصاد ولا خبير اقتصادي. هذه الآية تحل مشكلة الاقتصاد "وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَىٰ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ". طيب كيف يعني؟ يعني أفسح المجال للعلماء والدعاة الربانيين ينتشروا في الروضات (الحضانات) والمدارس والمعاهد والكليات والمساجد والنوادي والمقاهي وكوفي شوب وأماكن التجمع، وينتشرون حتى يقوموا بتعبئة إيمانية، فإذا قاموا بتعبئة إيمانية تاب التواب عليهم ورجعوا إلى الله -عز وجل-، فإذا رجعوا إلى الله -عز وجل- واتقوه فتحت بركات السماء وبركات الأرض. دلوقتي لما طلع بترول دي بركات ولا لا؟ ما بركات أهي منجنيز، فوسفات، بوتاسيوم إلى غير ذلك من هذه الأشياء. والسماء تنزل مطرًا، والأرض تهتز وتربو وتخضر والأبل والبقر والغنم يأكلون ويشربون، والضرع يكبر ويكفي الحليب إلى غير ذلك من هذه الأشياء وتلك البركات؛ خلاص انتهى الأمر. فعلاج المشاكل الاقتصادية حينما يسمع منك علماني أو ليبرالي أو اشتراكي أو حداثي أو تنويري... مثل هذا يقول لك أنت مخالف، أو يقول لك أنت متخلف أو متأخر، أو ما كان على شاكلة ذلك. والحقيقة أن هذا هو عين الصواب لأن كلام الله -تبارك وتعالى- لا يخضع إلى تجربة إنما الواجب أن يؤخذ باليقين التام والله المستعان. وكلكم يعلم أن في عهد عمر بن عبد العزيز اكتظت خزائن بيوت المال بالمال، فماذا فعلوا؟ - سدوا ديون الغارمين. - زوجوا شباب المسلمين. - أقاموا بيوت للضيافة في كل مدينة وقرية وكفر وغير ذلك. - خففوا الجزية على أهل الكتاب. - اشتروا حبوبًا وبذروها للطيور. ومازالت بيوت أموال المسلمين الخزائن يعني كاظة بالأموال بفضل الله -تبارك تعالى-. صنفان يصلح الناس إذا صلح العلماء والأمراء. لكن يجي عالم يقولك إيه، يقولك الطلاق الشافعي لا يقع، أبمثل ذلك تصلح البلاد؟ وغيره يقولك الختان للنساء جريمة، أبمثل هذا تصلح البلاد؟ ويخرج عالم وجهه كوجه النساء لا شارب ولا لحية وخانق نفسه بالكرافتة، فإذا جلس محمد ذلك العالم بجوار جرجس، فلا تفرق بين محمد وجرجس في نهاية السد. فمغفل من المغفلين لمن يريد أن يصطاد يقول إيه؟ أسمع أنه يريد أن يكفر حالق اللحية، يا أيها الجهول أنا ما كفرت حالق اللحية، بل أقول حالق اللحية آثم وهو مسلم مؤمنٌ بإيمانه فاسقٌ بكبيرته، مؤمنٌ بإيمانه فاسقٌ بكبيرته، ولو كان يؤم المسلمين وللأسف تسعين بالمائة من أئمة المساجد بدون مبالغة وجهه كوجه النساء أو كوجه المجوس، له شارب وليس له لحية أو لا شارب ولا لحية، فيكون كوجه النساء هذا واقع ولا نفتري علي الناس، واقع وللا لا؟ هذا واقع خد بالك. وهو ليس بكافر ومؤمنٌ بإيمانه فاسقٌ بكبيرته. فيأتي لمثل هذا الكلام فيقتطعه، ويقول انظروا هؤلاء متطرفون أرهابيون إلى غير ذلك من هذه التهم، التي تكال لأهل السنة، نسأل الله أن يحفظهم بحفظه، آمين.

تاريخ إصدار الفتوى غير معلوم
مكان إصدار الفتوى بدون قناه
تاريخ الإضافة السبت ٢٦ فبراير ٢٠٢٢ م
حجم المادة 1000 ميجا بايت
عدد الزيارات 284 زيارة
عدد مرات الحفظ 79 مرة