• الرئيسية
  • غرفة الهداية
  • تابعنا



السؤال:
كيف نتخلص من العصبية مع الأطفال؟
الجواب:

كيف أتجنب العصبية على الأطفال؟ و أتعامل معاهم إزاي لما يعتدوا؟
وأرجو أن تعطينا نبذة مختصرة يوميا عن تعليم الأطفال القيم والمبادئ وحب القرآن. وحب الله ورسوله ﷺ.
الجواب: أقول وبالله التوفيق. أما بالنسبة لمسألة عدم التعصب على الأطفال، وكيف أتعامل معهم إذا عاندوا، فعلينا أن نعلم ما هو المطلوب من الطفل ابتداءً، وأن نعلم ما له وما عليه، فالطفل في هذا السن الصغير، يحتاج إلى الرفق، ويحتاج إلى اللين، ونتذكر دائما قول الرسول ﷺ: "فإنَّ اللهَ إذا أرادَ بأهلِ بَيتٍ خَيرًا، أدخَلَ عليهم الرِّفْقَ"، ونتذكر كذلك في شأن العقاب قول النبي ﷺ: "مُروا أولادَكم بالصلاةِ وهم أبناءُ سبعِ سنينَ واضربوهُم عليها وهمْ أبناءُ عشر"ٍ .
فاستفاد بعض أهل العلم من هذا الحديث إلى أن الضرب للأطفال لا يكون قبل العاشرة إذا أخطأوا، لأن الصلاة هي أعظم موضوع، وأعظم ما يتقرب به إلى الله، وأعظم ما يحرص على تعليمه، والمواظبة عليه لا يضرب عليه إلا في سن العاشرة، فما دونها من باب أولى، وهذا ليس معناه أن الطفل لا يُعاقب إذا أخطأ، وإنما يفهم أولا نحرص على أن نبين له وجه الخطأ، يعني في أصول التربية، مثلا إذا وضعنا كوبا من الزجاج أمام الطفل فكسره، فهذا الخطأ هل هو خطأ الطفل الذي لا يعرف أم خطأ من وضع كوب الزجاج أمامه؟
فقال علماء التربية في ذلك، إذا كسره علينا أن نفهمه أن هذا لا يصح، وأن هذا لا يجوز وأن هذا خطأ، وقالوا لا تضع أمامه ما يجعله يخطئ، أو ما يجعله يعني يقع في ما لا ترضاه، إنما أزل من أمامه، الأشياء التي قد لا يحسن التعامل معها إلى أن نعلمه أولا حسن التعامل.
بأن نفهم أن الطفل في هذا السن مدخلاته والأمور التي تدخل في ذهنه من خلال الأبوين، فالأب والأم مسؤولان عن إدخال المفاهيم الصحيحة لدى الأطفال، وعلى تفهيم الطفل الصواب من الخطأ، فنكون حريصين قبل العقاب، وقبل أن يحتاج الطفل العقاب، أعلم أن بعض الأطفال عندهم مشاكسة، ولا يأتون بالنصح وبالكلام، وقد يحتاجون إلى عقاب أشد، لكن أولا قبل الوصول إلى العقاب هل علمته أنا أو أنا عرفته أن هذا الفعل خطأ قبل ذلك أم لا؟ فيه فرق بين من أخطأ وهو لا يعرف، وبين من عرف ثم كرر الخطأ، فتكون أول المسألة أن أبين له أن هذا خطأ، وأن هذا لا يجوز، وأن فعل هذا يحتاج إلى العقاب، الشيء اللي هو بيخطئ فيه، أو إللي بيعاند فيه، وهذا العناد خطأ وينبغي سماع الكلام، إلى غير ذلك، حتى لا يؤدي إلى العقاب.
فإذا استجاب الحمد لله، إذا كان من النوع المشاكس ولا يستجيب، ففي هذه الحالة العقاب يقدر بقدره، لا نبالغ في مسألة العقاب، الأخطاء اللي بيقع فيها بعض الآباء نتيجة ضغوط التربية وضغوط الحياة، إن هو بيتعصب على الطفل تعصبا شديدا في موقف صغير، تكون ردة فعله كبيرة، فنكون حريصين على أن ردة الفعل تكون مساوية لحجم الخطأ لا تكون كبيرة ولا نهول في ذلك.
وأننا سنسأل أمام الله -عز وجل- عن تربية هؤلاء الأبناء، فنعلمهم الأخطاء، ثم بعد ذلك، إذا ما كرر الخطأ، بعد ذلك، قد نعطيه لونا من العقاب، لأنني قلت لك بمحاورة، نعوده على المحاورة وعلى الكلام، ونقول: "أنا قلت قبل ذلك أن هذا سيستوجب العقاب، و إن ده غلط، وإن ده لما يتعمل هنتعاقب، طب خلاص النهاردة محرومين من كذا" من شيء يكون بيحبه، نأخره عليه شيئا ما. فإذا خلاص هذه المرة وفقط ولن أفعلها نستجيب نصدقه فنستجيب له، فإذا بنا نقول خلاص أنا سأصدقك هذه المرة سأصدِقك هذه المرة على أن لا تفعلها مرة ثانية لكي لا يكون العقاب أشد. فنعطيه الثقة بنفسه، وأن كلامه صادق، وأننا نصدقه.
فبفضل الله مع تكرار هذه المواقف يكون أفضل. إذا كرر بعد ذلك يزداد العقاب شيئا فشيئا، ويكون الضرب آخر الدواء، ويكون بقدر خفيف، وليس بشدة إذا كان يعني عنيدا مشاكسا لفترة كبيرة، لكن بعد أخذ هذه المراحل كلها، لكن إن شاء الله إذا أخذنا هذه المراحل لن نحتاج إلى الضرب بإذن الله -سبحانه وتعالى-.
عموما المقصود التعليم، المقصود التفهيم، المقصود إن المخطئ يفهم أولا ولما يكرر يكون العقاب بقدر الخطأ، ولا يكون فيه مبالغة، ونحاول الإفهام والتفهيم، والعقاب يكون بالمحاورة أيضا إن هذا لا يجوز، كنوع من التوبيخ ليتعود على الحوار، وليتعود على أن الأخطاء لا ينبغي أن تُمرر، وإن المفروض يكون أكبر من الخطأ، وإنه يفهم طبعا كل طفل على قدر سنه، وعلى قدر استيعابه، وبالأسلوب اللي يتناسب معه.
هذا يعني أهم ما ينبغي أن نراعيه في ذلك الأمر، والله تعالى أعلم. أما بالنسبة لمسألة كيف نربطهم بحب الله وحب الرسول ﷺ؟ هذا بأن نحدثهم عن الله ونحدثهم عن رسول الله ﷺ شيئا مختطفا من أخلاق النبي ﷺ من فضل الرسول على الأمة، إنه السبب إنه عرفنا الدين، وعرفنا الطريق إلى الجنة، وعرفنا الطريق إلى الله، والحديث عن نعم الله -سبحانه وتعالى- الذي أنعم علينا، هو اللي أوجدنا وأعطانا الصحة ونعمة البصر، ونعمة السمع، وخلق السماوات، وخلق الأرض وإن ربنا هو الرزاق، بيده كل شيء.
نعوده على الدعاء لما يحتاج حاجة؛ طب ادعى ربنا -سبحانه وتعالى- واسأل ربنا إن هو يوفقنا إن إحنا نعملها ويعيننا على إن نجيبها، نحاول نديله أذكار على قدر ما يفهم، لإن الأذكار بتعود الطفل مراقبة الله -سبحانه وتعالى- فنربطه بالأذكار، مش مسألة إن أنا أحفظه الأذكار بس، إنما بعد ما يحفظ أو بعد ما تحفظ البنت الأذكار، أتابعها، إنتِ قلتي بسم الله قبل الطعام؟ حمدتي ربنا -سبحانه وتعالى- اللي رزقنا بالأكل ده بعد الأكل ولا لأ؟
وأنا بديله الذكر، أدي له معنى، قلت بسم الله عشان ربنا يباركلك في الطعام؟
قلت بعد ما خلصت الحمد لله عشان ربنا -سبحانه وتعالى- يأجرنا ويبارك لنا ويزيدنا في الرزق، لأن ربنا قال اللي بيشكر بيزيده من النعم ومن العطاء؟
إنت دعيت ربنا النهاردة إن ربنا ييسر أمرك وإن ربنا يوفقك وان ربنا يدخلك الجنة؟
أشياء كهذه، كل الأذكار، مع شيء من المعاني، يتعود مراقبة الله -سبحانه وتعالى-.
يبقى الفكرة اللي بيخطأ فيه بعض الآباء إنه بيبقى حريص يحفظ الابن بعض الأذكار وفقط، أنا عايز أديله الذكر ومعنى مقارن له، ليه بنقول الذكر ده؟
أنا بقوله عشان يجيلي بركة، علشان ربنا يزود رزقي، عشان ربنا يحفظني، عشان ربنا يوفقني، علشان أدخل الجنة إلى مثل هذه الأمور.
فبتعليمه شيئا من ذلك عن أخلاق النبي ﷺ، وكيف دلنا على الله، وبشيء من الأذكار على قدر مستواه شيئا فشيئا، يعني نغرس في قلوبهم حب النبي ﷺ ومراقبة الله -جل جلاله-، والله تعالى أعلم.

تاريخ إصدار الفتوى غير معلوم
مكان إصدار الفتوى بدون قناه
تاريخ الإضافة الجمعة ١٨ أغسطس ٢٠٢٣ م
حجم المادة 11 ميجا بايت
عدد الزيارات 331 زيارة
عدد مرات الحفظ 80 مرة