أقول وبالله تعالى التوفيق - قبل يدي الإجابة عن السؤال-: إن النبي صلى الله عليه وسلم معصوم في تبليغه للشريعة، معصوم صلى الله عليه وسلم عصمة تامة في تبليغه للشريعة، للأدلة الآتية:
أولا: قوله تعالى في كتابه الكريم: (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون) ولقوله تعالى: (إن الذين كفروا بالذكر لما جاءهم وإنه لكتاب عزيز * لا يأتيه الباطل -أي الشيطان- من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد) وقال تعالى أيضا: (عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا* إلا من ارتضى من رسول فإنه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصدا) أي ملائكة يحرسونه عند نزوله وبعد نزوله.
فهذا ابتداء الرسول معصوم عصمة تامة في تبليغ الشريعة.
ومسألة سحر النبي صلى الله عليه وسلم قلت بداية: إن الرسول صلى الله عليه وسلم معصوم عصمة تامة في تبليغه للشريعة، أما الأمور التي تعتري البشر فالنبي صلى الله عليه وسلم يتعرض لأمراض كما يتعرض البشر، فالرسول عليه الصلاة والسلام كان يوعك كما يوعك رجلان أي يشتد عليه المرض ضعف المرض الذي يحل برجل، فكان المرض يزداد على رسول الله.
قال ابن مسعود: يا رسول الله إنك توعك كما يوعك رجلان، قال: (أجل إنا معشر الأنبياء يضاعف لنا الأجر كما يضاعف لنا البلاء).
وأيضا قد ثبت (أن النبي عليه الصلاة والسلام سقط من على الفرس فجحشت ساقه).
وثبت أيضا أن النبي صلى الله عليه وسلم (شجّ رأسه يوم أحد وكسرت رباعيته) أي أسنانه المتقدمة، صلوات الله وسلامه عليه.
فهذا يعتري رسول الله والسحر أنواع كما لا يخفى، فهناك سحر في جانب من الجوانب، جانب النساء فهذا الذي أصيب به النبي عليه الصلاة والسلام ليس السحر المؤثر على العقل عموما إنما سحر متعلق بالنساء (كان يخيل إليه أنه يأتي أهله ولا يأتيهن) وهذا يتعرض له البشر والنبي قال: (إنما أنا بشر) قال الله له: (قل إنما أنا بشر مثلكم).
فالحاصل أن الرسول صلى الله عليه وسلم معصوم في تبليغ الشريعة عصمة تامة، أما ما يتعرض له البشر فيما هو من أمور الدنيا فإن ذلك يجوز أن يقع للرسول عليه الصلاة والسلام مادام قد ثبت الدليل به.
والله أعلم.