• الرئيسية
  • غرفة الهداية
  • تابعنا



السؤال:
ماذا تقول في مسألة اغتصاب الفتيات في السجون؟
الجواب:

هناك سؤال قد وجه إليَّ في قناة صفا من سائلة تسأل عن اغتصاب الفتيات في السجون، ولم يذهب إلى ذهني أثناء السؤال كلمة (في السجون) فبنيت وكان تركيزي في الإجابة على الشارع المصري، فأخبرت أن الشارع المصري مطمئن والحمد لله، وأن المنتقبات يسرن في الشارع المصري بأمان وأمن.
وقصدي وربي عليّ شهيد أنني أقذف الثقة في قلوب المنتقبات حتى لا يخلعن النقاب أو حتى لا يتسلط والد على ابنته ويأمرها بخلع النقاب من جراء الشائعات التي قد تسبب قلقا في الشارع المصري.
فظن البعض أنني أُجَوِّز -وأعوذ بالله من ذلك- أُجَوِّز أو أهون من اغتصاب الفتيات في السجون وهذا ظن لا ينبغي أن يُظن بمسلم يعرف بديهيات دينه، فليس هناك مسلم -فيما علمت- يعلم أي بدهية من بديهيات دينه يُجَوِّز أن تغتصب للفتيات في السجون في أية حال من الأحوال.
وإذا كنت لا أُجيز أن تُغتصب فتاة يهودية ولا فتاة نصرانية فكيف يُجَوَّز أن تُغتصب فتاة مسلمة مؤمنة في سجن من السجون، فأبرأ إلى الله من هذا الظن.
وإن كان حدث عدم فهم في السؤال إما مني أو من الذي استمع الإجابة، فها هو أنا أصحح فأقول كان قصدي وربي عليّ شهيد أنني أعالج الزعر الذي يتسرب إلى الشوارع المصرية أو الذي قد يتسرب إلى أولياء المنتقبات بما يحملهن على أن يأمرن البنات بخلع النقاب، فأطالب بثبات البنات وثبات الأولياء، ثبات الفتيات على النقاب وتشجيع الآباء على بث الفضيلة في الفتيات، لن أقصد أبدا وأعوذ بالله أن يتسرب إليَّ هذا أبدا لم أقصد أبدا أن تُغتصب الفتيات في السجون، أو أنني أقر بذلك أو أنني أهون من ذلك، أعوذ بالله من كل ذلك.
إنما أعود مكررا إنما قصدت عدم إشاعة الرعب في قلوب الناس، رعبٌ قد يحمل المنتقبة على نزع نقابها، رعبٌ قد يحمل الشاب الملتحي على حلق لحيته، فتقول ونبث الطمأنينة في الناس.
أما ما يحدث في السجون فالذي رأى ذلك وتأكد من ذلك وكان له سبيل إلى إنقاذ مظلومة أو رفع الضر عن مظلومة وجب عليه أن يرفع الضر عنها بإذن الله، ولزمه لزوما أن يمنع الظلم عن أية مظلومة تتعرض لاغتصاب في سجن أو في غير سجن.
إذا كنا لا نرضى حتى بالمطاوعة التي تطاوع رجلا أن يزني بها، لا نرضى بذلك، بل ونأمر بإقامة حكم الله عليهما لو كنا نأمر بإقامة حكم الله حتى على المطاوعة ليست المغتصبة إنما على المطاوعة والتي أقبلت برضاها على الزنى، لا نرضى بهذا أبدا بل نطالب ليل نهار بإقامة حكم الله على الزناة والزواني، فضلا عن المغتصبين.
أرجو أن يُظن الظن الحسن بأهل الإسلام امتثالا لأمر الله ﴿لَوْلا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنفُسِهِمْ خَيْرًا﴾ وأعوذ بالله أن أجادل عن مبطل أو أجادل عن ظالم أو أجادل عن خائن، هذا للعلم، أسأل الله أن يهدينا وإياكم جميعا سواء السبيل.
إخواني الذين انتقدوا كانت لهم وجهة في أنهم يتكلمون عن السجون والذي انقدح في ذهني أنا أنني أتكلم عن الشارع المصري لغرض أن تمشي المنتقبات آمنات مطمئنات وأن يثبتن على النقاب، وأن يثبتن على الفضيلة، ليس معنى ذلك أبدا أنني أُجوز انتهاك أعراض الفتيات أو أسكت عن ذلك أو أن لي طريق لاستنقاذهن وأترك ذلك، أعوذ بالله من ذلك ثم أعوذ بالله من ذلك ثم أعوذ بالله من ذلك.
وأكرر أيضا أنني لا أُجَوِّز أبدا ولا أُجَوِّز على الإطلاق بأي حال أن يسفك دم امرئ مسلم بغير حق أو ينتهك عرض امرئ مسلم بغير حق أو يُقتل مسلم بغير حق أو يقضى في مسلم ظلما بالإعدام بغير حق الله، أبرأ إلى الله من ذلك ثم أبرأ إلى الله من ذلك، وكيف يسوغ ذلك ورب العزة يقول: ﴿وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا﴾ ويقول تعالى: ﴿وَلا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا فَلا يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنصُورًا﴾
ولا أُجَوِّز أبدا أن يظلم قاضٍ من القضاة قدر أنملة فضلا عن أن يحكم بالإعدام ظلما وعدوانا على فئة من الناس بغير بينة ولا ثبت لا أُقرّ ذلك أبدا وأبرأ إلى الله من ذرة مظلمة تحل بمسلم من المسلمين أو مسلمة من المسلمات أو بغير مسلم أو بغير مسلمة، فكما أسلفت أني لا أُجَوِّز أبدا أن ينتهك عرض يهودية ولا نصرانية ووالله ثم والله لا أستطيع أن أفتي على الاطلاق لا أستطيع أن أفتي بقتل قطة مسالمة، فكيف يذهب الظن بأقوام إلى أننا نسكت عن الاغتصاب في السجون معاذ الله ثم معاذ الله ثم معاذ الله بارك الله فيكم.
هذا وأيضا وحتى يُزال اللبس فإنني وكما أنني لا أُجيز قتل امرئ مسلم لا أجيز أيضا الهجوم على أقسام الشرطة وقتل الشرطة، فالشرطة مسلمون لهم ما للمسلمين وعليهم ما على المسلمين سواء بسواء بارك الله فيكم وحفظكم الله.
فكل ما يجري نرد الحكم فيه إلى الله وإلى رسوله -صلى الله عليه وسلم- هذا وألفت النظر إلى أن قضيتنا التي ندافع عنها ليل نهار هي قضية الشريعة، قضية كتاب الله عز وجل، قضية سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فمن اتفق معنا في هذا الباب وهذا الصدد أننا نسعى لتحكيم شريعة الله سبحانه ولنا في ذلك سبل مشروعة في كتاب الله، فحي هلا به، أن قضيتنا لا تتجزأ ولا تتفرع، فلسنا بديموقراطيين ولسنا من القائلين بالسيادة للشعوب ولسنا بالمقاتلين من أجل أشخاص، إنما نقاتل إذا قاتلنا ونجاهد إذا جاهدنا بألسنتنا وأموالنا وأيدينا وقلوبنا بالحكمة والموعظة الحسنة لإعلاء كلمة الله سبحانه تعالى.
وثَمَّ قوم من أهل الإسلام أغيَرُ على دين الله منا، وأشد بذلا وتضحية للإسلام منا، هذا للبيان.
والله أعلم، وصل اللهم على نبينا محمد وسلم.

تاريخ إصدار الفتوى غير معلوم
مكان إصدار الفتوى الندى
تاريخ الإضافة السبت ٣١ يناير ٢٠١٥ م
حجم المادة 34.38 ميجا بايت
عدد الزيارات 670 زيارة
عدد مرات الحفظ 191 مرة