• الرئيسية
  • غرفة الهداية
  • تابعنا



السؤال:
عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (بادروا بالصدقة فإن البلاء لا يتخطاها) ما معنى هذا الحديث؟
الجواب:

لا شك أن البلاء من أسباب دفعه وكذلك دفع شؤمه وأثره هو الصدقة، وهذا أيضا مما لا خلاف فيه فيما أرى في ظواهر النصوص من الكتاب والسنة فإن البلاء بجميع أنواعه سواء كان ذلك البلاء المعنوي أو الحسي، البلاء المعنوي من ضيق النفس والحرج وكذلك أيضا ما يتعلق بالحسيات من الأمراض والأسقام والخوف والهلع وغير ذلك، فإن الله عز وجل يدفعها بالصدقة
وكذلك أيضا قد جاء عن غير واحد من السلف أنهم كانوا يدفعون ظلم الظالم بالصدقة وقد جاء ذلك عن إبراهيم النخعي قال: كانوا يقولون: الصدقة تدفع ظلم الظالم
وذلك أن الله عز وجل قد جعل للعمل الصالح دفعا للسيئات وكذلك تقريبا لله فإذا أعطى الله عز وجل واستكثر الإنسان من الطاعة عموما والصدقة خصوصا فإن الإنسان يُكفى الشر بكفاية الله عز وجل وبمقدار قربه من العبودية
ولهذا يقول الله جل وعلا في كتابه العظيم: (أليس الله بكاف عبده) فكفايته في ذلك بمقدار علو الإنسان في أبواب العبودية تكثر كفايته من الله سبحانه وتعالى
وهذا ظاهر حديث أبي هريرة عليه رضوان الله في صحيح البخاري أن النبي عليه الصلاة والسلام قال: (قال الله عز وجل: وما يزال عبدي يتقرب إليّ بالنوافل حتى أحبه؛ فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، ولئن سألني لأعطينه، ولئن استعاذني لأعيذنه) وجاء في رواية خارج الصحيح قال: (فبي يسمع وبي يبصر وبي يمشي وبي يبطش) يعني الكفاية والتسديد
وكلما ارتفع الإنسان إلى مرتبة الولاية كُفي وسُدد ووُقي، وهذا أيضا ظاهر في قول الله عز وجل لنبيه: (أليس الله بكاف عبده) وقول الله سبحانه وتعالى لنبيه: (والله يعصمك من الناس) وقول الله جل وعلا أيضا: (وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى) يعني التسديد، والتسديد في ذلك فيه يتضمن الكفاية والعصمة ودفع البلاء
جاء في بعض الأحاديث الضعيفة أن الأمراض تُدفع بالصدقة ويستشفى بها لكن الأحاديث في هذا ضعيفة وإن كان المعنى في ذلك صحيحا

تاريخ إصدار الفتوى الإثنين ١٧ فبراير ٢٠١٤ م
مكان إصدار الفتوى بدون قناه
تاريخ الإضافة الأربعاء ١٥ يناير ٢٠٢٠ م
حجم المادة 5 ميجا بايت
عدد الزيارات 989 زيارة
عدد مرات الحفظ 139 مرة