• الرئيسية
  • غرفة الهداية
  • تابعنا



السؤال:
أحكام في ردود العلماء على بعضهم
الجواب:

بسم الله الرحمن الرحيم، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان ليوم الدين، أما بعد.
بالنسبة للردود المتبادلة التي تكون بين العلماء وتكون بين الناس عموما نقول إنها تدور في ذلك إلى مدارات منها ما يرد في ذلك الباطل ومنها ما يرد بذلك الحق، نقول إن رد الباطل على مراتب منه ما هو مراتب تعرف بالشرع وتعرف كذلك أيضا لما لم ينص عليه الشرع من أمور الناس يعرف بالمقاصد وكذلك أيضا الغايات ويعرف بالنظر، فنقول إن التشديد في التعامل الذي يكون في رد الشر الذي يكون في الناس له أحوال أيضا متعددة: منها عظم الشر الذي يكون من المخطئ فإذا كان الشر في ذلك عظيما فإنه يشدد فيه وإذا كان يسيرا فإنه يلان معه، كذلك أيضا ينظر إلى جهة من الجهات وهي ما يتعلق بالمخطئ هل هو متأول جاهل أم عالم معاند، والفرق بين العالم المعاند الذي يأتي بالباطل ليضل الناس يختلف عن الجاهل الذي يأتي بشيء بحسن قصد وكذلك أيضا في حال المخالفة هل هي من مسائل الاجتهاد أم ليست من مسائل الاجتهاد؟ فقد دل الدليل عليها بقطعي أو دل الدليل عليها بالظن فينظر في ذلك حينئذ حتى يعرف في هذا حجم الرد.
وأما ما يتعلق برد الحق البين والظاهر فإنه ليس لأحد أن يرد الحق البين الظاهر مهما كانت منزلته بالنسبة للردود التي تكون بين العلماء وتكون بين الدعاة ينبغي أن لا يدخل فيها إلا من كان عالما بها لا يُقيّم الجاهل نزاعات العلماء ولا خصومات العلماء ولا يقال إن أمثال هذه الردود تكون بإطلاق بدعة ولا يقال إنها تكون أيضا بإطلاق أنها صواب بل ينظر إليها بحسب الحال وبحسب الخطأ وبحسب المنزلة والأثر المترتب عليه في حال الرد، لأن الله عز وجل ما جعل العلماء معصومين بحيث أنهم لا يقعون في الخطأ بل قد يقع في الخطأ ويقع في الزلل وضلال وزلل العالم أعظم من زلل غيره وذلك لأنه يفتن الناس ويضلهم بالخطأ وكذلك أيضا فتنتهم في دينهم ودنياهم، فإذا وقع في الخطأ فإنه يبين هذا الخطأ ويبين هذا الزلل ويبين هذا الشر بالحكمة واللين وكذلك أيضا عن علم وبصيرة، ومن أعظم الشرور وكذلك الأخطاء التي تقع في الردود بين العلماء وربما الدعاة وغير ذلك أن يتخلل ذلك شيء من الانتصار للنفس أو الهوى أو تشخيص المسألة وإخراجها عن مقصدها الشرعي وذلك بتتبع الزلات وكذلك أيضا استذلال الناس بتخطئتهم أو تتبع عوراتهم فإن هذا من الشرور، وإن كان الإنسان يقول إن هذا خطأ نعم نقول هو خطأ لكنه جاء بالنسبة لك بالتتبع والترصد وما كان بالتتبع والترصد في مثل هذا ليس من الأمور التي تحمدها الشريعة فإنه ما من أحد يترصد ويتتبع إلا وتوجد له زلة قولية أو فعلية أو تقليدية، ولهذا يفرق بين تشخيص المسائل وبين النظر إليها من جهة حماية الدين، كثير من الصراعات التي تقع في زماننا صراعات مشوبة بأشخاص بحيث ينظر إلى المسألة إلى أنها شخصية وكذلك إساءة الظنون وتعظيم أيضا الأخطاء والزلات وكذلك أيضا في ما يقابلها هناك تهوين لأخطاء كبيرة جدا تقع خاصة فيما يتعلق في مسائل العقائد وتبسيطها أو العناية بأخطاء من نوع معين وإهمال أخطاء تكون عظيمة، لهذا ينبغي الإنسان أن يكون منظاره في تقويم الناس وتخطئتهم منظار الشريعة ومنظار التجرد أن يكون الإنسان متجردا لا ناظرا إلى أتباع ولا ناظر إلى مصلحة أو جاه أو مال إلى غير ذلك.

تاريخ إصدار الفتوى غير معلوم
مكان إصدار الفتوى بدون قناه
تاريخ الإضافة الجمعة ٢٧ مارس ٢٠٢٠ م
حجم المادة 8 ميجا بايت
عدد الزيارات 440 زيارة
عدد مرات الحفظ 78 مرة
الأكثر تحميلا