• الرئيسية
  • غرفة الهداية
  • تابعنا



السؤال:
ما يتعلق بتوجيه الأولاد للصلاة وموضوع الضرب وإلى آخره.. طبعا الحديث واضح في ذلك، لكن في مثل هذه الأوقات بالذات الآن لا يوجد هناك أو يفترض أن يكون هناك تقليل للتوجيه بمعنى أن يكون هناك نوع من الترغيب خاصة مع كثرة الملهيات والمشغلات والأشياء التي تدعو لانحراف الأولاد
الجواب:

بالنسبة لتوجيه الأبناء وتربيتهم من نظر إلى الأحاديث الواردة في ذلك ومن ذلك أيضا الشيء العملي في تعامل النبي صلى الله عليه وسلم مع الصغار يجد في ذلك توجيها تاما وكاملا في هذا الباب
النبي صلى الله عليه وسلم يقول كما في المسند والسنن: (مروا أبناكم بالصلاة وهم أبناء سبع واضربوهم عليها لعشر وفرقوا بينهم في المضاجع) النبي صلى الله عليه وسلم في هذا التوجيه في قوله: (مروا أبناءكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين) إشارة إلى أنه لا بد أن يمهد قبل الضرب بالأمر، وهذا الأمر قد جعل له عدة سنوات وهذه ثلاث سنوات لا بد أن يكون الأمر فيها مستديما
التقصير يكون من أولياء الأمور ثم بعد ذلك إذا وقع في ذلك اختلال توجهوا باللوم إلى الأبناء وتوجيه الخطاب هنا لأولياء الأمور في قولهم: (مروا أبنائكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين) الخطاب توجه لأولياء الأمور ولم يتوجه للأبناء فالذي يأثم عند وجود الخلل في الأبناء يتوجه إلى أولياء الأمور لا يتوجه إلى الأبناء حتى يبلغوا، لهذا يقصر كثير من الآباء وكذلك أيضا الأمهات في أمر أبنائهم بالصلاة فيتساهلون في سن السابعة والثامنة والتاسعة والعاشرة وربما تجاوزوا بعد ذلك فإذا بلغوا استغربوا من عدم استجابتهم أو وجدوا منهم تفريطا
الخلل في هذا أنك ما أخذت هذا بالتدريج الذي أمر به النبي صلى الله عليه وسلم، المولود يولد على الفطرة يعني أنه متقبل لعبودية الله سبحانه وتعالى ويحتاج فقط إلى التوجيه، يقول النبي عليه الصلاة والسلام كما جاء في الصحيحين وغيرهما من حديث أبي هريرة: (ما من مولود إلا ويولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه) ويقول الله جل وعلا في كتابه العظيم: (فأقم وجهك للدين حنيفا فطرة الله التي فطر الناس عليها)
ويقول الله سبحانه وتعالى أيضا (صبغة الله ومن أحسن من الله صبغة) الفطرة التي فطر الله عز وجل الناس عليها هي الخلقة التي خلق الله عز وجل من التوجه بالعبودية لله سبحانه وتعالى إذا في هذا السن يحتاج إلى شيء من التوجيه ولهذا نقول: إن الله سبحانه وتعالى جعل أمر الأبناء على ضربين:
الأول: هو توجيه بلا ضرب وهذا من سن السابعة إلى العاشرة
والثاني: يكون بالضرب وهو بعد العاشرة
لهذا نقول إنه لا يجوز للأب ولا للأم أن يضرب أبناءه على الصلاة في هذه السن في الفترة الأولى وهذا ظاهر لأنه لو كان ثمة شيء سائغ في ذلك لحث النبي عليه الصلاة والسلام عليه، وثمة توجيه آخر أيضا أنه إذا لم يجز الضرب في سن السابعة في الصلاة فإنه يكون في غير الصلاة من باب أولى وذلك من أمور المخالفة العادية في أمر التوجيه ونحو ذلك وإنما يرشد أو يهدد أو يهجر أو نحو ذلك باعتبار أن ضعف الإدراك لديه
ما أمر النبي عليه الصلاة والسلام بهذا التدرج إلا تهيئة لفترة الصبي باعتبار أنه بالابتداء يدخله شيء من السهو والنسيان والغفلة، كذلك أيضا الانصراف إلى شيء من الملهيات فلا يمتثل الأمر الذي أمر الله سبحانه وتعالى به مباشرة لأنه لا يدرك حقيقة الأمر ولا حقيقة المأمور به، ولهذا النبي عليه الصلاة والسلام جعل هذه الفترة هي كلها توجيه
وإذا امتثل ولي الأمر بأمر الصبي ثلاث سنين يعني أنه في كل يوم خمس مرات وخمس مرات يضربها الإنسان في العام الواحد يطلع في ذلك رقما كبيرا من جهة التوجيه، إذا ضربتها بثلاث سنوات يخرج هذا بآلاف هذا العدد لو استمر عليه الإنسان من جهة التوجيه ولم يختل من ذلك في صلاة الفجر والظهر والعصر والمغرب والعشاء أمره ولو خالف يدعه لا يقوم لا يقوم بضربه ولا يقوم أيضا بشيء من أذيته وإنما يكتفي بالأمر
هذا التكرار عليه على مدى ثلاث سنوات لا يمكن أن يصل لسن العاشرة وهو منضبط من تلقاء نفسه ولكن حين يفرطون في الأمر الأول ويجدون مشقة فيما بعد العاشرة الخلل هو في الآباء والأمهات لا في الأبناء
ولهذا نقول: إنه ينبغي أن يتدارك الأمر بهذه السن ويؤمر بهذا الأمر على سبيل الدوام حتى يأتي في سن العاشرة وقد توطن وربما يكون الصبي أحرص على الصلاة من آبائه، وهذا من الأمور المهمة التي ينبغي أن يؤخذ بها في هذا الأمر
من الأمور المهمة التي ينبغي أن تؤخذ بالاعتبار في مسألة توجيه الأبناء في أمر الصلاة أو الامتثال لأمر الله سبحانه وتعالى هو ألا ينزل عليهم العقاب في غير زمن العقاب فإنه إذا نزل عليهم العقاب في زمن العقاب ربما صنع منهم متحايلين أو ربما يكذبون ونحو ذلك ولهذا جاء في صحيح البخاري من حديث أنس بن مالك أنه قال: خدمت رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر سنين فما قال لشيء فعلته لم فعلته وما قال لشيء لم أفعله لو فعلته.
هذا التوجيه العلة في هذا أن الصبي إذا وجه إليه الخطاب بالفعل ثم ترك هذا الشيء فإنك إذا قمت بإنزال عقاب عليه وهو في هذه المرحلة وعلم من تصرفك وفعلك أنك ستنزل عليه عقوبة فإنه سيقوم بالكذب وسيطبع عليه، فإذا قلت أنت فعلت هذا فإنه إذا علم أنك ستنزل عليه عقوبة في حال الفعل أو الترك فإنه سيختار السلامة فحينئذ يكذب على هذا فخلقت منه صورة تتمرس على الكذب والمخادعة
لهذا نقول إن في فترة تخلق بيئة وخلق الصبي ينبغي ألا ينزل عليه عقوبة كذلك أيضا ألا يعاتب لأن العتاب لأنه يحاول أنه يفر منه، لهذا نقول إذا أراد الإنسان أن ينزل مثلا شيئا من التعليم في الصبي أن ينزله من غير اختبار إذا كان لديه علم
بعض الآباء لديه علم بمخالفة ابنه ثم يقوم بسؤاله: أنت فعلت أم لم تفعل ثم يقوم بالكذب عليه عيانا، فأنت بهذا السؤال وكذلك أيضا بجوابه خلقت منه كذابا وهو لا يعرف هذا الكذب، لهذا إذا أردت أن تنزل عليه تأديبا أنزله من غير سؤال إذا كنت مستيقنا من هذا، لهذا نقول إن من الأمور المهمة هي تربيتهم على التدرج الذي أرشد إليه النبي صلى الله عليه وسلم
من وجوه تربيتهم في هذا ما يتعلق بتربيتهم على النوافل فإنهم إذا اعتادوا على النوافل فإنهم يحرصون على الفرائض من باب أولى ولهذا النبي صلى الله عليه وسلم علم عبد الله بن عباس في مسألة قيام الليل كما جاء في الصحيحين وغيرهما من حديث عبد الله بن عباس لما بات عند خالته ميمونة وجاء النبي عليه الصلاة والسلام وصف عن شماله ثم أخذه النبي عليه الصلاة والسلام بيده عن يمينه، فاقتدى برسول الله صلى الله عليه وسلم وضبطه، هذه المرحلة هي مرحلة ضبط وكذلك حرص فإذا كانت عن طريقه مسايرة وكذلك أيضا توجيه كان هذا من أمور الإقبال والتهذيب
ومن الأمور المهمة أيضا ألا يتوجه إليهم بالضرب في حال التأخر عن الصلاة حتى بعد العاشرة لا الترك ففرق بين الترك والتأخر عن الصلاة، التأخر عن الصلاة نحاول نتسامح فيه وهذا دليله ما جاء في صحيح البخاري من حديث عبد الله بن عباس أنه قال: صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في منى إلى غير جدار وأتيت على أتان فنزلت وجعلت الأتان ترتع بين يدي بعض الصف فصففت معهم.
يعني أنه تأخر جاء بعد تكبيرة الإحرام والناس قد شرعوا في الصلاة ولم يذكر في هذا شيء من التعنيف مع أنه من أقرب الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأكثرهم اقتداء به، ولكنه كان قريبا قد ناهز الاحتلام يعني أنه لم يبلغ فينبغي أن يلان معه في حال التأخر بخلاف التخلف عن الصلاة بالكلية

تاريخ إصدار الفتوى غير معلوم
مكان إصدار الفتوى بدون قناه
تاريخ الإضافة الأربعاء ٠١ أبريل ٢٠٢٠ م
حجم المادة 15 ميجا بايت
عدد الزيارات 1293 زيارة
عدد مرات الحفظ 213 مرة