• الرئيسية
  • غرفة الهداية
  • تابعنا



السؤال:
هل تصح التوبة من اليمين الغموس؟
الجواب:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد،
فأولا حتى يعرف الناس اليمين الغموس، اليمين الغموس: هي التي تغمس صاحبها في النار، وهي اليمين التي يُقسمها الشخص ليقتطع مال امرئ مسلم بغير حق، مال امرئ مسلم بغير حق، أن تقسم أن هذا المال مالك وهو ليس بمالك حتى تسلبه مسلما من المسلمين، حتى تأخذه من مسلم من المسلمين، هذه اليمين تسمى غموس، قال النبي صلى الله عليه وسلم: "من حلف يمين يقتطع بها مال امرئ مسلم لقي الله يوم القيامة وهو عليه غضبان" هكذا قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
فاليمين الغموس كبيرة من أشد الكبائر، ويتأكد عظمها إن كانت بعد صلاة العصر، فإن الله قال: ﴿تَحْبِسُونَهُمَا مِنْ بَعْدِ الصَّلاةِ﴾ يعني صلاة العصر ﴿فَيُقْسِمَانِ بِاللَّهِ إِنِ ارْتَبْتُمْ لا نَشْتَرِي بِهِ ثَمَنًا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَلا نَكْتُمُ شَهَادَةَ اللَّهِ إِنَّا إِذًا لَمِنَ الآثِمِينَ﴾
الحاصل أن اليمين الغموس كبيرة ولكن ما من كبيرة إلا وباب التوبة مفتوح لصاحبها ولكن هناك بعض القيود فلا يُتصور أنك تسرق مالي وتأتي تُقسم أمام القاضي أن المال مالك وبعدها تخرج تقول أستغفر الله وتأكل مالي، فمن شرائط التوبة من اليمين الغموس أن ترد المظلمة إلى أصحابها، فإذا أقسمت على شيء، على مال أنه مالك واستلمت هذا المال من زيد من الناس لا نمنعك من التوبة بل نحثك عليها، ومع التوبة لزاما لزاما أن تُرد المظلمة إلى أهلها بأية طريقة، الحاصل أنها تُرد إلى أهلها لزاما.
وقد دلت على ذلك أدلة، فمن ذلك رجل مثلا قذف امرأة ما بالفاحشة، قال فلانة فعلت الفاحشة ثم بعد ذلك أُقيم عليه الحد شهادته في الناس ساقطة إلا أن يُكذِّب نفسه، قال تعالى: ﴿وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ﴾ فالرجل الذي يقذف امرأة أو الشخص الذي يقذف شخصا أو المرأة التي تقذف رجلا تقول إنه زنا، ما عقوبته؟ حتى يحذر المسلمون وحتى تحذر الأخوات المتصلات اللواتي يتسرعن في قذف الأزواج فتقول المرأة زوجها على علاقات نسائية ويزني ويفعل كذا هذه قاذفة ما عقوبتها؟ ﴿وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ﴾ أربعة رجال يشهدون ﴿فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً﴾ هذا الحد الأول ﴿وَلا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا﴾ طيلة حياتهم ﴿وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ﴾ يوصفون بأنهم فُسَّاق ﴿إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾ فاذا تابوا يُصلحوا، معنى الاصلاح يُكذِّبوا أنفسهم، يقلن افترين على فلانة بنت فلان الكذب ونحن أخطأنا في حقها فهذا هو تكذيب النفس، بعده تُقبل الشهادة إذا تاب وأدب نفسه وبإلزام نفسه رد المظلمة إلى أهلها حينئذ.

تاريخ إصدار الفتوى الثلاثاء ٣٠ مارس ٢٠١٠ م
مكان إصدار الفتوى الناس
تاريخ الإضافة السبت ٠٣ يناير ٢٠١٥ م
حجم المادة 19.22 ميجا بايت
عدد الزيارات 903 زيارة
عدد مرات الحفظ 175 مرة
الأكثر تحميلا