السؤال: بتسأل عن مسألة قراءة الحائض للقرآن في رمضان.
الجواب: سواء في رمضان أو في غير رمضان الأحاديث الواردة في منع المرأة الحائض من تلاوة القرآن أحاديث ضعيفة لا تثبت عن رسول الله ﷺ. وقول الله -سبحانه-: "لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُون" الواقعة:٧٩، هذا ليس في الباب؛ لأن المقصود هنا بالضمير، الضمير عائد على أقرب مذكور وهو اللوح المحفوظ، الكتاب المكنون، لأن القاعدة في اللغة العربية: إذا تعددت المذكورات ثم ذُكر الضمير، فالأصل أنه يعود على أقرب مذكور ما لم توجد قرينة تفيد أنه عائد على كل المذكورات.
فالأصل في هذا الباب أنه "لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُون" عائد على الكتاب المكنون، فعند ذلك المرأة الحائض يصح لها أن تقرأ القرآن. ولكن من باب تعظيم حرمات الله -عز وجل- لعموم قول الله: "وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ" الحج:٣٢، فبنمسك المصحف بجوانتي أو ما شابه؛ تعظيمًا لحدود الله، وتنزيلًا على الخلاف الوارد بين أهل العلم، هذا غير واجب لكنه الأفضل وأفتيكِ به، اقرئي ما شئتِ من القرآن وأنتِ حائض. ودا أنا عايز أعطيه لكل إنسان عنده رخصة في الفطر في رمضان سواء شيخ كبير أو مريض أو حائض أو نُفساء إلى غير ذلك، أنتِ لسه مخرجتيش من سباق رمضان، يعني مش معنى إن المرأة حائض إنها تسيب كل أعمال الخير، أنتِ صحيح ممنوعة من الصيام لكن احرصي على المسابقة في أعمال الخير: الذكر والورد وتلاوة القرآن، وزي ما قولتلك تلاوة  القرآن تجوز ولكن الأتقى إن تمسكيه بجوانتي أو ما شابه، وتقرئي القرآن، وتقولي أذكار الصباح وأذكار المساء، وجلسة دعاء وذكر واستغفار وعبادة، سابقي؛ لأن رمضان فرصة لا تُعوض، فمنضيعهاش بحجة المرأة حائض أو الإنسان مريض، فعندئذٍ الأمور تُقدر بقدرها.
بارك الله فيكم، فلا حرج عليكِ فيما ذكرت، والله تعالى أعلى وأعلم.
ﷺ