• الرئيسية
  • غرفة الهداية
  • تابعنا



السؤال:
1-أيهما يقدم عمل القلب أم عمل الجوارح
الجواب:

.الأصل في العمل القلب؛ لذلك إذا خلا القلب عن العمل فلن ينفع عمل الجوارح، ولهذا جاء في الصحيحين من حديث الشعبي عن زكريا عن النعمان بن بشير رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب". فالقلب هو ملك الجوارح، صلاحه صلاح لسائر البدن، ولهذا كانت مرتبة أعمال القلوب في الأصل من حيث الجنس، جنس أعمال القلوب أعظم من جنس أعمال الجوارح، لكن لما نقول جنس لا نقصد بذلك كل عمل على وجه الانفراد؛ إنما جنس العمل، والأصل في العمل القلب والجوارح تنبعث بما في القلوب سواء كان قولاً أو عملاً إنما هي تابعة لما في القلوب، فلذلك الجواب هو: أن جنس أعمال القلوب أهم وأعظم عند الله وفي ميزان الشريعة من جنس أعمال الجوارح، لكن قد يكون فرض من أعمال الجوارح أعظم من فرض من أعمال القلوب، أو معصية من أعمال الجوارح أعظم من معصية من أعمال القلوب، فجنس الواجبات في القلب أعظم من واجبات البدن، وجنس مخالفة القلب أعظم من مخالفة البدن. وهذا مثال لتوضيح الفرق بين أعمال القلوب وأعمال الجوارح: التوكل مثلا عمل من أعمال القلوب، وهو من أجلّ الأعمال الطاعات، والمحبة عمل من أعمال القلوب، الخوف عمل من أعمال القلوب، كل هذه أعمال جليلة من أعمال القلوب، وأصل أعمال القلوب يرجع إلى عملين: المحبة والتعظيم، وهما قوام العبودية الحقيقية التي يستقيم بها ساق العبادة ويصلح بها شأنها وعبادة الرحمن غاية حبه.. مع ذل عابده هما قطبان هذا ما يتصل بتمثيل أعمال القلوب في الطاعات. أعمال الجوارح مثل: الصلاة، مثل الصوم، مثل الحج هذه أعمال جوارح لكن لاحظ أن أعمال الجوارح لا يمكن أن تقوم إلا بعمل قلبي، لكن أعمال القلوب يمكن أن تكون بلا أعمال جوارح، فالصلاة التي لا قلب فيها لا لا يُحسب منها شئ، كذا الصوم "إنما الأعمال بالنيات" والنية عمل من أعمال القلب،فيما يتصل بمعاصي القلوب ومعاصي الجوارح مثلاً: من معاصي القلوب الحسد، العُجب، الكِبر هذه كلها سيئات من سيئات القلوب، هي في جنسها أعظم من مخالفات البدن كالسرقة، الزنا، القتل لكن لما نقول جنس نقصد العمل في الجملة لا في الأفراد، فمثلاً قتل النفس هو أعظم من الحسد هذه بالنسبة للفرد، الكِبر قد يكون أعظم من الزنا وذلك لقوله صلى الله عليه وسلم: "لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كِبر" والزنا لم يرد فيه من هذا الوعيد. -------------

تاريخ إصدار الفتوى الأربعاء ٠٩ فبراير ٢٠١١ م
مكان إصدار الفتوى دليل
تاريخ الإضافة الأربعاء ٢٤ سبتمبر ٢٠١٤ م
حجم المادة 22 ميجا بايت
عدد الزيارات 6158 زيارة
عدد مرات الحفظ 347 مرة