• الرئيسية
  • غرفة الهداية
  • تابعنا



السؤال:
1-ما هي أسباب تفاوت الخشوع في القلوب
الجواب:

وأصل الخشوع الحاصل في القلب إنما هو من معرفة الله تعالى، ومعرفة جلاله وعظمته وكماله، ثم يعطيك قاعدة يقول: "فمن كان بالله أعرف فهو لله أخشى" الله أكبر! قاعدة ما أجملها وما أيسرها وما أضبطها وأطردها؛فإنه بقدر ما يكون في قلب العبد من العلم بالرب بقدر ما يكون مع العبد من الخشوع وتحقيق العبودية لله تعالى، ولهذا من أراد أن يفوز بنصيب وافر من الخشوع فليقبل على العلم بالله. العلم -يا إخواني_ علمان: علم بالله، وعلم بالطريق الموصل إلى الله جل وعلا. لا يكمل للإنسان سعادة في الدنيا ولا فوز في الآخرة إلا بكمال هذين العلمين. أكثر الناس لهم عناية بالطريق الموصل إلى الله؛ هذا أكثر الناس أقصد بهم الذين يشتغلون بالعلوم وبطلب العلم لهم عناية بمعرفة الطريق الموصل إلى الله، ومن ذلك معرفة أحكام الصلاة وأحكام الزكاة وأحكام الحج، هذا طريق يوصل إلى الله تعالى فتجده مشتغلاً بمعرفة الطريق وهذا حسنٌ طيب، لكن أعظم من هذا العلم هو أن يشتغل في العلم بالله تعالى؛ فالعلم بالله هو أصل العلوم التي إذا كملت كمُلَ للإنسان نعيمه وسعادته وجائته من علوم الطريق وتفاصيل هذا الطريق ما يفتحه الله تعالى عليه، ولهذا ينبغي للإنسان أن يكثر من العلم بالله تعالى؛ العلم بأسمائه، العلم بصفاته، ولما نقول علم بأسمائه وصفاته لا نقصد أن يدخل الإنسان في العلم بالأسماء والصفات مدخل البحث والمناظرة للمتكلمين والمنحرفين عن هدي السلف الصالحين فيما يتصل بأسماء الله وصفاته؛ نقصد العلم بالله تعالى العلم بمعاني أسمائه جل وعلا؛ الله الرحمن الرحيم الحي القيوم هذه الأسماء ما دلالاتها؟ ما معانيها؟ وما أثر هذا العلم في القلوب؟ هذا العلم الذي يُثمر الخشية. ولذلك يقول _رحمه الله_ في بيان: "أن أقدام الناس وأقدارهم تتفاوت في الخشية والخشوع بقدر تفاوتهم في العلم بالله تعالى" يقول: تتفاوت الخشوع في القلب بحسب تفاوت معرفتها لمن خشعت له؛ فكلما عظم في قلب العبد علمه بربه ومعرفته به كان ذلك من أسباب خشوع قلبه". طيب.. هناك أمر آخر وهو ما أشار إليه في السبب الثاني، قال: "وبحسب تفاوت مشاهدة القلوب للصفات المقتضية للخشوع" وهذا تنبيه لطيف من المؤلف؛ يعني عندنا الآن علم ومعرفة وعندنا وعندنا مشاهدة واستحضار. لما تعلم أن الله تعالى بكل شئٍ عليم، لو تستوقف أصغر أبناء المسلمين وتقول له: الله عالم بكل شئ؟ يقول: نعم، الله عالم بكل شئ. لكن فرق بين العلم وإدراك ومعرفة أن الله تعالى عالم بكل شئ وبين شهود علم الله تعالى. ولهذا يقول المؤلف: "وبحسب تفاوت مشاهدة القلوب للصفات المقتضية للخشوع" ومثل لذلك قال: "فمِن خاشعٍ" يعني هذه موجبات الخشوع المتصلة بالعلم بالله تعالى ومشاهدة هذا العلم، واستحضار هذا العلم. يقول: "فمِن خاشعٍ لقوة مطالعته لقرب الله تعالى من عبده، واطلاعه على سره وضميره المقتضي للاستحياء من الله تعالى ومراقبته في الحركات والسكنات، ومن خاشعٍ لمطلاعته لكماله، ومن خاشعٍ لمطالعته شدة بطشه، ومن خاشعٍ... ومن خاشع..." كل هذا بيان لموجبات الخشية والخشوع التي تكون بشهود كمال الرب وصفاته سبحانه وبحمده. إذًا فرق بين العلم وبين شهود العلم وبين إدارك المعلومات، لكن الشهود هو التنعم واستحضار تلك المعلومات واقعًا مشهودًا محسوسًا في حياة الناس وفي حياة الإنسان.

تاريخ إصدار الفتوى السبت ٢٠ سبتمبر ٢٠١٤ م
مكان إصدار الفتوى بدون قناه
تاريخ الإضافة الأربعاء ٢٤ سبتمبر ٢٠١٤ م
حجم المادة 26 ميجا بايت
عدد الزيارات 1230 زيارة
عدد مرات الحفظ 193 مرة