• الرئيسية
  • غرفة الهداية
  • تابعنا



السؤال:
إذا امتلأ القلب بمحبة الله
الجواب:

هذه العبادات غرضها وغايتها تحقيق التقوى لله عز وجل، والتقوى لله تعالى هي عمارة القلب بكل جميل فيما يتعلق بحق رب العالمين، هذا القلب إذا امتلأ بمحبة الله وتعظيمه وبتقواه وإجلاله سينعكس ذلك على القول طيبا ونقاء وطهارة فلا تجد في قوله رداءة لا سبا ولا شتما ولا زورا ولا باطلا.
ولهذا يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله) ومن ذلك اللسان؛ يصلح اللسان فيستقيم ويقول سدادا كما أمر الله تعالى في قوله: (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا) هذا القول السديد هو ثمرة التقوى نتاجها وبه يتحقق للعبد الأمر الثاني وهو استقامة العمل، فإذا صلح القلب أيضا استقامت الأعمال فتجده مبادرا إلى طاعة الله تعالى، منتهيا عما نهى الله تعالى عنه، يرقب الله فيما يأتي وفيما يذر، تجده مسارعا إلى الخيرات ومسابقا إلى كل المبرات يرجو ثواب الله، يستكثر الحياة فرصة.
ولذلك يرى أن كل لحظة من أيامه وكل نفس من أنفاسه إنما هو خزانة يودعها ما يسره أن يلقاه يوم العرض على ديان الأرض والسماء على الله جل في علاه.
لهذا البصير إذا أدرك هذه المعاني ستجد لتلك العبادات آثارا وثمارا زاكية في أقواله وأعماله، النبي صلى الله عليه وسلم يقول – في الصوم على سبيل المثال – يقول صلى الله عليه وسلم: (من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة – أي غرض وقصد- في أن يدع طعامه وشرابه) فذاك الذي صام لكنه لم تزكو نفسه، لم يستقم قلبه لم يصلح قوله وعمله فاشتغل بالزور وهو الباطل قولا وعملا، هذا ماذا حقق؟ أين ثمرة الصوم؟ الصوم زكاء، الصوم جنة، تقي الإنسان رديء الأفعال.
الحج على سبيل المثال وهو موضوع حلقتنا وهو موضوع الحلقات التي نتحدث فيها عن المناسك، يقول الله تعالى: (الحج أشهر معلومات فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج وما تفعلوا من خير يعلمه الله) شوف في الأول ذكر ما يمتهنه الإنسان حتى لا يعكر عليه سيره، لأن كل خطأ ومعصية صغيرة أو كبيرة تعتمي الإنسان في مسيره، ثم ندبه إلى الاستكثار (وما تفعلوا من خير يعلمه الله وتزودوا فإن خير الزاد التقوى).
إذا العبادات لها ثمار، هذه الثمار ينبغي للمؤمن أن يفتشها، وأين؟ هل يفتشها في السماء أو في الأرض! لا، بل يفتشها في قوله وفي عمله (ليس المؤمن بالطعان ولا باللعان ولا بالفاحش البذيء).
إذا استقام قلبك وصلح عملك لابد أن تستقيم أعمالك (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا * يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما) لا بد من التفتيش عن هذه الآثار في أقوالنا.
وأنا أقول: هذه الآثار قد يقول القائل: والله أنا صليت لكني ما وجدتها، حججت لكني ما وجدت، أقول: هذه عبادات هي كالوجبات، الآن عندما يأكل الإنسان وجبة واحدة، هل يجد أثر هذه الوجبة في بدنه صحة وعافية ونموا! قد لا يوجد أثر ذلك، لكن مع توالي الاستقامة على العبادات والطاعات لا بد أن تبدو أثر تلك العبادات كما أن توالي تغذية البدن تنميه وتقويه وتصلحه كذلك توالي تغذية القلب بهذا الطاعات والعبادات لا بد أن يثمر زكاء وصلاحا واستقامة في القلب ثم في القول والعمل.

تاريخ إصدار الفتوى الخميس ٠٤ سبتمبر ٢٠١٤ م
مكان إصدار الفتوى إقرأ
تاريخ الإضافة الخميس ٢٥ سبتمبر ٢٠١٤ م
حجم المادة 23 ميجا بايت
عدد الزيارات 1791 زيارة
عدد مرات الحفظ 305 مرة