• الرئيسية
  • غرفة الهداية
  • تابعنا



السؤال:
نحن في السودان نخرج بالطعام إلى الشارع عند الإفطار، يجتمعون بأطفالهم وعوائلهم، يقول: يكون هناك جماعات ونصلي في ذلك المكان دون المسجد، والمسجد على مقربة منا ما حكم صلاتنا في هذا المكان؟
الجواب:

بالنسبة أولا، هذا السؤال يتضمن جانبين:
الجانب الأول: ما يتعلق بالخروج بالطعام إلى الشوارع والطرقات ودعوة الناس إليها، لا أعلم في هذا هديا للنبي عليه الصلاة والسلام ولا عن أحد من الصحابة
نعم قد ذكر بعضهم بلا إسناد كلاما مرسلا هكذا وأظنه للجاحظ قد ذكره في كتاب الرسائل عن علي بن أبي طالب عليه رضوان الله بجمع الناس عليه في رمضان، وهذا مما لا أعلمه يثبت عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم
وإنما كانوا لا يتداعون إلى طعام الإفطار وإنما يتداعون إلى طعام السحور وقد جاء ذلك في غير ما خبر فيما يظهر لي
وأما بالنسبة أنهم يقولون: إنهم يصلون في الطرقات ونحو ذلك، صلاتهم مما لا حرج فيها ما داموا جماعة وفعلهم هذا ليس على سبيل الدوام لا تهجر في ذلك المساجد، وأيضا إذا كان كذلك أهل المسجد كلهم موجودون معهم، إذا كانوا أولئك كلهم موجودون في الطرقات ويصلون في موضع واحد مما لا حرج فيه إذا كان يشق عليهم الانتقال، أما إذا كان لا يشق عليهم فإتيان المساجد هو الأولى حتى لا يصلي الناس أوزاعا فتهجر في ذلك المساجد أو يكون في ذلك شقاق وتتعطل المقاصد الشرعية من عقد الجماعة في بيوت الله

أحسن الله إليكم، أرأيتم مثل هذه العادات إذا كانت توارثوها أبا عن جد وكانت ممكن أن تستثمر في النصح والتوجيه وفي أمور خيرة؟

هذه المجامع هي من الأمور الخيرة مما لا شك فيه ولهذا نجد كثيرا من المصلحين أو أئمة المساجد أو جماعة الأحياء من يستغلون مثلا تفطير الصائمين في المساجد بدعوة الجاليات إلى الله، ولهذا يسلم كثير منهم بل ربما حضر الإفطار من ليس من أهل هذه الجنسيات وهذا من الأمور الحسنة، بل هي أيضا من إطعام الطعام، ولكن ينبغي أن نشير إلى أن تقدر الأشياء بقدرها الشرعي الذي جاءت فيه من غير مبالغة ولا تقصير
تفطير الصائمين من الأمور الحسنة وهو من إطعام الطعام ويكفي في ذلك فضله أن يكون في رمضان وأن يكون لصائم أيضا وأن يكون إذا كان لمحتاج أيضا فهو من الفضل الزائد في ذلك فكان في صيام وإطعام طعام وهو لفقير أيضا فقد اجتمعت في ذلك جملة من الفضائل
قد جاء عن النبي عليه الصلاة والسلام جملة من الأحاديث في فضل تفطير الصائم من ذلك ما جاء في حديث عطاء عن زيد بن خالد الجهني عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من فطّر صائما فله مثل أجره) وهذا الحديث منقطع، وقد جاء أيضا من حديث آخر عند ابن خزيمة وغيرهم من حديث علي بن زيد بن جدعان عن سعيد بن المسيب عن سلمان الفارسي بنحو هذا المعنى وإسناده منقطع أيضا بين سعيد وسلمان، وكذلك أيضا في إسناده علي بن زيد بن جدعان وهو مضعف، وقد جاء أيضا من وجه آخر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من طرق لا تخلو من ضعف، ولا يثبت عن النبي عليه الصلاة والسلام في ذلك شيء
وقد جاء عن النبي عليه الصلاة والسلام في فضل طعام السحر ولم يأت فضل عن النبي عليه الصلاة والسلام في فضل طعام الفطر، وإنما جاء عن النبي عليه الصلاة والسلام وصف لنوع أكله والتعجيل به لا لذات الطعام
ولهذا نقول: إن أكلة السحر أفضل من أكلة الفطر ولهذا يقول النبي عليه الصلاة والسلام كما جاء في الصحيح قال: (تسحروا فإن في السحور بركة) فهو حث على بركة ذات الطعام بخلاف الفطر فالحث في ذلك جاء بتعجيله وكذلك أيضا باختيار نوع من الطعام واقترن بذلك أيضا بشيء من الدعاء
ولهذا نقول: إن تسحير الصائم أفضل من تفطيره وذلك من وجوه متعددة أن الطعام جاء في فضل السحور أكثر من الفطر وأما بالنسبة للفطر فإنما جاء بتعجيله وكذلك أيضا باختيار طعام فيه
كذلك أيضا فإن فضل رمضان إنما كان للصيام، والمتسحر يستقبل الصيام والعبادة في نهار رمضان أفضل ما لم يخصص في ذلك دليل كقيام الليل فهو في الليل أفضل وفي الصلاة النافلة فهي في الليل أفضل
وأما بالنسبة للفطر فإنه يستقبل فطرا ولهذا نقول: إن ما يستقبل الإنسان فيه في الصيام أفضل، والمعين في ذلك هو طعام السحر لا طعام الفطر
والله أعلم

تاريخ إصدار الفتوى غير معلوم
مكان إصدار الفتوى المجد العلمية
تاريخ الإضافة الخميس ٢٨ مايو ٢٠١٥ م
حجم المادة 17.68 ميجا بايت
عدد الزيارات 1137 زيارة
عدد مرات الحفظ 213 مرة