• الرئيسية
  • غرفة الهداية
  • تابعنا



السؤال:
ما هو تفسير قول الله تعالى (ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطانا فهو له قرين)؟
الجواب:

هذا سائل يسأل يقول: يرجى تفسير قول الله -سبحانه وتعالى- في سورة الزخرف: "وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُم مُّهْتَدُونَ حَتَّى إِذَا جَاءَنَا قَالَ يَا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ * وَلَن يَنفَعَكُمُ الْيَوْمَ إِذ ظَّلَمْتُمْ أَنَّكُمْ فِي الْعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ" الزخرف 36: 39. جواب الشيخ -رحمه الله-: هذه آية من آيات الوعظ الشديدة. "وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرَّحْمَنِ"، يعشو، العشا: اللي هو أخف من العمى، فالعمى ظُلمة العينين، والعشا إنه ممكن يشوف بالنهار لكن ما يشوفش بالليل. فيخبر -سبحانه وتعالى- أنه مَن يَعشُ: يعني يغمض عينيه يبتعد عن ذكر الله -تبارك وتعالى-، يعصي الله-؛ فالله -سبحانه وتعالى- يعاقبه، قال: "نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ"، ييسر له شيطان يغويه، يكون معه شيطان. "وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُم مُّهْتَدُونَ" الشيطان هذا يزين له ويسير وراءه، ويكون هذا تسليط من الله على هذا، كما قال -جل وعلا-: "أَلَمْ تَرَ أَنَّا أَرْسَلْنَا الشَّيَاطِينَ عَلَى الْكَافِرِينَ تَؤُزُّهُمْ أَزًّا" مريم: 83، تحركهم، الأزّ: التحريك، تحركهم تحريك إلى المعاصي، تدفعه إلى هذا. فكذلك هذا الذي يعصي الله -سبحانه وتعالى- ربنا ييسر له شيطان، الشيطان يصحبه، ويضلّه فيمشي وراءه، "وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُم مُّهْتَدُونَ". "حَتَّى إِذَا جَاءَنَا" يوم القيامة، هييجي معه قرينه شيطانه، قال متندمًا: "يَا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ"، قرينه الذي كان يضله في الدنيا الشيطان، يقول: يا ليت كان بيني وبينك بُعد المشرقين، يعني من الشرق للغرب، "فَبِئْسَ الْقَرِينُ". قال -جل وعلا-: "وَلَن يَنفَعَكُمُ الْيَوْمَ إِذ ظَّلَمْتُمْ أَنَّكُمْ فِي الْعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ"، مش هينفعك، مش هينفعك أن شيطانك يكون معك في النار، يعني مش هيعمل لك شيء، أنت مغتاظ منه وهو قد أضلَّك، وهو معك في النار. كما قال الله -تبارك وتعالى- عن الكفار: "وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا رَبَّنَا أَرِنَا الَّذَيْنِ أَضَلَّانَا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ نَجْعَلْهُمَا تَحْتَ أَقْدَامِنَا لِيَكُونَا مِنَ الْأَسْفَلِينَ" فصلت: 29، طيب مش هينفعك هذا، يعني ما ينفعك يا مَن دخلت النار أن شيطانك هذا الذي أضلك تقول: أنا بِدِّي أحطّه تحت رجلي، أريد أن أضعه في النار تحت قدمي، فيقولوا: "رَبَّنَا أَرِنَا الَّذَيْنِ أَضَلَّانَا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ"، وطبعًا من الإنس شياطين يضلون الناس، فيتمنى الذين ضلوا بهؤلاء الشياطين -شياطين الإنس والجن- يوم القيامة وهم في النار معهم: نِبِي نحطهم تحت رجلينا، نضعهم تحت أقدامنا ليكونا من الأسفلين. فهذا يوم القيامة يقول لشيطانه: يَا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ، خلاص "وَلَن يَنفَعَكُمُ الْيَوْمَ إِذ ظَّلَمْتُمْ أَنَّكُمْ فِي الْعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ"، مش هينفع هو معك أنت وهو. كما يقول الإبليس الأكبر أكبر مضل للناس، يقول لكل الذين اتبعوه.. يقول لهم شو؟ "إنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ ۖ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي ۖ فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ ۖ مَا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ ۖ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِنْ قَبْلُ ۗ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ" إبراهيم: 22، فهذه خطبة الشيطان في أوليائه. والله -سبحانه وتعالى- قال: "وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضًا بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ" الأنعام: 129، الله يقول لهم: "يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُمْ مِنَ الْإِنْسِ ۖ وَقَالَ أَوْلِيَاؤُهُمْ مِنَ الْإِنْسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنَا أَجَلَنَا الَّذِي أَجَّلْتَ لَنَا ۚ قَالَ النَّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ ۗ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ * وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضًا بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ" الأنعام128: 129. فهؤلاء الظالمون كان بينهم ولاية ونصرة في الدنيا وهذا مشى وراء هذا، يوم القيامة كذلك هم معهم في النار، وما يفيدهم أن يكون مَن أضله معه في النار، "وَلَن يَنفَعَكُمُ الْيَوْمَ إِذ ظَّلَمْتُمْ أَنَّكُمْ فِي الْعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ".

تاريخ إصدار الفتوى الجمعة ٢٨ يوليو ٢٠١٧ م
مكان إصدار الفتوى الرحمة
تاريخ الإضافة السبت ٢٠ يناير ٢٠١٨ م
حجم المادة 0 ميجا بايت
عدد الزيارات 1193 زيارة
عدد مرات الحفظ 140 مرة
الأكثر تحميلا