• الرئيسية
  • غرفة الهداية
  • تابعنا



السؤال:
ابن القيم رحمة الله عليه يقول: "ذنب يذل به لله أحب من طاعة يدل بها على الله"، ما معنى هذا القول؟
الجواب:

هو الذي يظهر والله أعلم أن المراد بذلك أن الذنب الذي يقرب إلى الله عز وجل أفضل من الطاعة التي تبعد الإنسان عن الله عز وجل، وكثير من الناس يتعبد الله عز وجل فتورثه تلك الطاعة كبرا وأنفة وغرورا وربما رياء وسمعة فتبعده تلك العبادة عن الله عز وجل
وأما المعصية التي تقرب الإنسان إلى الله فهي الذنب الذي يقع الإنسان فيه ثم يؤنبه نفسه وتلومه ويقع في نفسه شيء من العتاب لها وكذلك أيضا اللوم والتقريع فتكون تلك المعصية سببا في عودة الإنسان إلى ربه، فتكون تلك المعصية بآثارها عليه أفضل من تلك الطاعة بآثارها عليه
وهي ليست في ذات الطاعة وذات المعصية من جهة الفرض، فالطاعة في ذاتها لا شك أنها لا تقارن بالمعصية باعتبار أن جنس الطاعة قربى لله عز وجل مأمور بها، وجنس المعصية منهي عنها وهي تبعد عن الله عز وجل
ولكن لما كان مآل المعصية بحال من الأحوال في باب ضيق آلت على الإنسان في أمر خير وتلك الطاعة آلت عليه بباب شر فإنه يقال بهذا أن ذلك الذنب الذي يؤول بالإنسان إلى ذل لله عز وجل وقرب منه أفضل من تلك الطاعة التي فعلها الإنسان ثم أورثته كبرا وغرورا وبعدا عن الله

تاريخ إصدار الفتوى الإثنين ١٧ فبراير ٢٠١٤ م
مكان إصدار الفتوى بدون قناه
تاريخ الإضافة الأربعاء ١٥ يناير ٢٠٢٠ م
حجم المادة 3 ميجا بايت
عدد الزيارات 700 زيارة
عدد مرات الحفظ 130 مرة