أخْتِي الكَرِيمَةُ تَطْلَعُ مِنَ الإمَارَاتِ تَصِلُ إنْ شَاءَ اللهُ إلَى مَكَّةَ في سَبْعَةٍ ذِي الحِجَّةِ، تَسْألُ عَنِ التَّعَجُّلُ، قالَ رَبُّنَا في القُرْآنِ: "فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَنْ تَأَخَّرَ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنِ اتَّقَى" البقرة:203.
التَّعَجُّلُ هُوَ أنْ يُغَادِرَ الحَاجُّ اليَوْمَ الثَّانِي عَشَرَ, اليَوْمُ العَاشِرُ يُسَمَّى يَوْمَ النَّحْرِ, أمَّا اليَوْمُ الحَادِي عَشَرَ واليَوْمُ الثَّانِي عَشَرَ واليَوْمُ الثَّالِثُ عَشَرَ يُسَمُّوا أيَّامَ التَّشْرِيقِ, الَّذِي يَتَعَجَّلُ يُغَادِرُ اليَوْمَ الثَّانِي عَشَرَ والَّذِي يَتَأخَّرُ يُغَادِرُ اليَوْمَ الثَّالِثَ عَشَرَ, وأُوصِي أخْتَنَا الكَرِيمَةَ إذَا كَانَتْ سَتَصِلُ مَكَّةَ اليَوْمَ السَّابِعَ ذي الحِجَّةِ أنْ تَنْوِيَ الإفْرَادَ, أنْسَبُ نُسُكٍ لَهَا الإفْرَادُ, أنْ تُفْرِدَ بالحَجِّ واللهُ أعْلَمُ, أو تَنْوِيَ القِرَانَ, وهُوَ أنْ تَأْتِيَ بالعُمْرَةِ وهِيَ عَلَى إحْرَامِهَا تَشْرَعُ في مَنَاسِكِ الحَجِّ في يَوْمِ التَّرْوِيَّةِ وهُوَ اليَوْمُ الثَّامِنُ ذُو الحِجَّةِ.
بِدَايَةً هَلْ يَجُوزُ للمَرْأَةِ أنْ تَتَحَاشَى الحَيْضَ في العُمْرَةِ والحَجِّ بأنْ تَأْخُذَ دَوَاءً يَرْفَعُ هَذا الدَّمَ؟ الجَوَابُ: نَعَمْ, نَعَمْ لَهَا أنْ تَأْخُذَ دَوَاءً يَرْفَعُ عَنْهَا دَمَ الحَيْضِ حَتَّى تَتَحَاشَاهُ أثْنَاءَ أدَاءِ المَنَاسِكِ, فلَوْ حَاضَتْ أثْنَاءَ أدَاءِ المَنَاسِكِ، تَصْنَعُ كُلَّ شَيْءٍ مَاعَدَا الطَّوَافَ بالبَيْتِ، طَبْعًا ولاَ تُصَلِّي، هَذا أمْرٌ مَعْرُوفٌ, نَحْنُ نَتَكَلَّمُ عَنِ المَنَاسِكِ، تَصْنَعُ كُلَّ شَيْءٍ، تَقِفُ بعَرَفَةَ, وتَذْهَبُ إلَى مِنًى والمُزْدَلِفَةِ, وتَرْمِي الجَمَرَاتِ وكُلَّ شَيْءٍ لَكِنْ لاَ تَطُوفُ بالبَيْتِ, فإنْ ضَاقَ عَلَيْهَا الوَقْتُ وكُلُّ مَنْ مَعَهَا مُسَافِرٌ كَيْفَ تَفْعَلُ؟
إنْ كَانَتْ ذَاهِبَةً للمَدِينَةِ, أيْ مُغَادِرَةً مَكَّةَ وذَاهِبَةً للمَدِينَةِ لَوِ اسْتَطَاعَتْ – لَوِ اسْتَطَاعَتْ - أنْ تَمْكُثَ2.43 في الفُنْدُقِ يَوْمًا أو اثْنَيْنِ أو ثَلاَثَةً إلَى أنْ تَطْهُرَ ثُمَّ تُؤَدِّي الطَّوَافَ الَّذِي عَلَيْهَا وتَنْطَلِقُ فالحَمْدُ للهِ، لاَ يُمْكِنُ لَهَا2.50، هِيَ سَتُغَادِرُ مَكَّةَ وذَاهِبَةً إلَى بَلَدِهَا مُبَاشَرَةً وهِيَ حَائِضٌ، فمَاذا تَفْعَلُ؟ هُنَا قَالَ شَيْخُ الإسْلاَمِ بْنُ تَيْمِيَّةَ وهَذا الَّذِي يُفْتِي بِهِ أكْثَرُ أهْلِ العِلْمِ في هَذا الزَّمَانِ, "هُنَا عَلَيْهَا أنْ تَغْتَسِلَ وتَحْتَاطَ جَيِّدًا وتَطُوفَ بالبَيْتِ مَعَ بَالِغِ الاحْتِيَاطِ وهِيَ مَعْذُورَةٌ ولاَ شَيْءَ عَلَيْهَا إنْ شَاءَ اللهُ"، واللهُ أعْلَمُ.
|