• الرئيسية
  • غرفة الهداية
  • تابعنا



السؤال:
كيف تكون الاستعانة بالصلاة في المصائب من تطبيق الآية الكريمة؟
الجواب:

النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا حزبه أمر فزع إلى الصلاة، هذا فيه أن النبي صلى الله عليه وسلم يلجأ إلى الصلاة لما فيها من انشراح الصدر وقرار العين، ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (جعلت قرة عيني في الصلاة) يعني أن فيها قرار العين من الراحة والطمأنينة
كذلك أيضا فإن الصلاة فيها تثبيت للإنسان والتجائه بربه وبذل العبودية له ويكون في ذلك هذا لجملة من الفوائد التي تكون للإنسان، منها: أن الإنسان إذا لجأ إلى الصلاة في حال كرب، يتذلل بين يدي الله فكأنه يظهر ضعفه حتى يعينه الله سبحانه وتعالى، فهذه العبادة ولو لم تتضمن سؤال كشفا للكرب؛ فإن الله عز وجل يعين عبده، لماذا؟ لأنه كلما كثر الإنسان عبادة لله عز وجل كفاه الله
ولهذا يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه العظيم: (أليس الله بكاف عبده) يعني يكفيه بمقدار عبوديته كلما ازداد الإنسان عبادة زاده الله عز وجل بذلك كفاية
وهذا يظهر أيضا في حديث أبي هريرة كما جاء في صحيح البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (قال الله جل وعلا: وما يزال عبدي يتقرب إليّ بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها)
فالله عز وجل يعطي الإنسان نوعا من العصمة والتوفيق والتسديد ويحميه إذا كان من أهل الإكثار في العبادة فيسدد في قوله، ويسدد في فعله، ويسدد في مصيبته باتخاذ قرار إذا نزلت فيه كارثة فالله عز وجل يلهمه في ذلك الرشاد وهذا بمقدار العبودية والتوكل
ولهذا الله عز وجل يقول عن نبيه عليه الصلاة والسلام: (وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى) أي سدد رميه ولو كان الإنسان في ذاته هو السبب، فالله عز وجل جعله سببا، ولكن الله عز وجل هو الذي سدد
ولهذا جاء في صحيح الإمام مسلم من حديث علي بن أبي طالب أن النبي صلى الله عليه وسلم يقول له: (قل اللهم اهدني وسددني وتذكر بالهداية هداية الطريق، وبالسداد سداد السهم) فإظهار العبودية سواء كانت من الصلاة أو كانت أيضا من الدعاء أو غير ذلك فيه إظهار افتقار والتجاء إلى الله عز وجل أي أني ضعيف إلا بك وأني شريد وطريد إلا بإيوائك، وهذا إذا ظهر من الإنسان أعان الله عز وجل الإنسان في مثل هذا الأمر
منها أيضا وهذا الأمر الثاني من المنافع والفوائد بالتجائه إلى العبادة: أن الصلاة فيها انصراف عن الهم الذي يشغل قلب الإنسان، وذلك الإنسان الذي ينشغل ربما ينشغل بهمّ دين أو ينشغل مثلا بهمّ مرض أو كرب ومصيبة نزلت عليه، فإذا لجأ إلى الصلاة فكأنه يريد أن يقدم الصلة مع الله، عن الصلة في النظر في الهم الذي لديه من أمر الدنيا، فالله عز وجل يعينه في مثل هذا الأمر، وهذا من انشراح الصدر الذي يؤتيه الله عز وجل عباده
فكلما أكثر الإنسان من العبادة رزقه الله عز وجل طمأنينة وقرارا، ولهذا يقول الله جل وعلا في كتابه العظيم: (ألا بذكر الله تطمئن القلوب) وذكر الله سبحانه وتعالى شامل للصلاة من جهة الأصل ومن توابعها مما يتعلق بذكر الله عز وجل، ولهذا يقول الله جل وعلا في كتابه العظيم: (وأقم الصلاة لذكري) ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: (فليصلها إذا ذكرها)
فهذا الذكر من العبد الذي يكون لله عز وجل في أداء الصلاة من نافلة وغير ذلك هذا يكون بكفاية الله سبحانه وتعالى لعبده كلما أكثر من جانب العبادة
ومن هذه الفوائد أيضا فيما يتعلق بجوانب الإكثار من العبادة والالتجاء للصلاة: أنها موضع إجابة الدعاء وخاصة ما يتعلق بالسجود، فكأنه يلتمس موضعا أقرب صلة لله جل وعلا، ولهذا يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (أقرب ما يكون العبد إلى ربه وهو ساجد) فكأنه يتحرى القرب لإيصال دعائه إلى الله عز وجل رفعا للكرب الذي وصل إليه والأمر الذي حزبه إياه
ومنافع كثيرة ما يتعلق باللجوء إلى الصلاة

تاريخ إصدار الفتوى غير معلوم
مكان إصدار الفتوى بدون قناه
تاريخ الإضافة الأربعاء ٠١ أبريل ٢٠٢٠ م
حجم المادة 7 ميجا بايت
عدد الزيارات 451 زيارة
عدد مرات الحفظ 113 مرة