• الرئيسية
  • غرفة الهداية
  • تابعنا



السؤال:
حكم من مات على جنابة جماع؟
الجواب:

كون إن الإنسان مات على جنابة هذا لا يضره شرعًا؛ لأن الجنابة دا شيء معنوي يحدث للإنسان، وأبو هريرة في قصته المشهورة لما لَقِىَ رسول الله ﷺ وهو جُنُبٌ فَانْسَلَّ فَذَهَبَ فَاغْتَسَلَ، فَتَفَقَّدَهُ النبيُّ ﷺ فَلَمَّا جَاءَهُ قالَ: أيْنَ كُنْتَ يا أبَا هُرَيْرَةَ قالَ: يا رَسولَ اللهِ، لَقِيتَنِي وأَنَا جُنُبٌ فَكَرِهْتُ أنْ أُجَالِسَكَ حتَّى أغْتَسِلَ، فَقالَ رَسولُ اللهِ ﷺ: "سُبْحَانَ اللهِ! إنَّ المُؤْمِنَ لا يَنْجُسُ" صحيح مسلم، إذًا الجنابة دا شيء معنوي بيُرفع الحدث بيها بالغُسل؛ لأجل الالتزام بالتكاليف الشرعية كالصلاة وغيرها.
لكن كون الإنسان كان جُنب ومات، فهو العبرة بعمله اللي كان قبل الجنابة، قال رسول الله ﷺ "إنَّما الأعمالُ بالخواتيمِ" صحيح ابن حبان.
لكن كونه مات على جنابة دي مش علامة سيئة ولا شيء.

سؤال: إنسان وقع في الزنا ثم مات قبل أن يغتسل.
هي المشكلة مش في مات قبل أن يغتسل، المشكلة أنه مات قبل أن يتوب من الزنا، هنا دي الإشكالية التي ينبغي على كل إنسان منا أن يحمل همها، إن الإنسان يُختم له بعمل خير، قال رسول الله ﷺ: "إنَّما الأعمالُ بالخواتيمِ" صحيح ابن حبان. أسأل الله -جل وعلا- أن يُجنبني وإياكم الفتن ما ظهر منها وما بطن، وألا يتوفانا إلا وهو راضٍ عنا -سبحانه وتعالى-.
في الحقيقة من الأمور المحزنة جدًا أن يموت الإنسان على معصية قبل أن يتوب منها، فعندئذ هذا خطر عظيم على الإنسان، فكونه مات على جنابة زي ما قولت ما هي علامة سوء ولا علامة طيبة، مفيهاش إشكالية من الناحية الشرعية، لكن مات على طاعة ولا لأ، تاب ولا متبش، لذلك على الإنسان أن يستحضر التوبة بين يدي الله -عز وجل-.
وحذرنا ﷺ وقال: "الجَنَّةُ أقْرَبُ إلى أحَدِكُمْ مِن شِراكِ نَعْلِهِ، والنَّارُ مِثْلُ ذلكَ" صحيح البخاري، كيف؟
شِراك النعل ده سير الحذاء اللي هو على ظهر القدم، يعني كأن المعنى الجنة أقرب للواحد منا من ظهر قدمه، والنار أقرب للواحد منا من ظهر قدمه، ازاي؟
الإنسان يكون على طاعة يأتيه الشيطان يُغرر به، يستجيب لفتنة، لنفسه الأمارة بالسوء يقع في معصية يحين أجله، فإذا حان أجله وهو على معصية فالأعمال بالخواتيم - والعياذ بالله- إلى أن يُطهّر من هذه المعصية إلا أن يشاء الله، وكذلك إذا كان على طاعة فالأعمال بالخواتيم.
فمثل هذا الموقف يرشدني ويرشدكم جميعًا إلى أهمية المسارعة بالتوبة وعدم الاستهانة بمقارفة الذنب، أسال الله - عز وجل- أن يُجنبنا الفتن - سبحانه وتعالى-.
الشيء الثاني: عقيدة ما في الإنسان اللي مات على معصية قبل أن يتوب أننا لا نجزم له بجنة ولا بنار، بنخشى عليه من أثر المعصية، لكن هو في مشيئة الله إن شاء عذبه وإن شاء غفر له، لكن نعمل اللي علينا؛ صدقات جارية، دعاء له بظهر الغيب، إكثار من الدعاء وأعمال صالحة والأعمال اللي تنفع الميت، إن شاء الله يخفف عنه بذلك ويكون في عفو الله.

تاريخ إصدار الفتوى الثلاثاء ١٠ مارس ٢٠٢٠ م
مكان إصدار الفتوى بدون قناه
تاريخ الإضافة الأربعاء ٢٢ أبريل ٢٠٢٠ م
حجم المادة 26 ميجا بايت
عدد الزيارات 371 زيارة
عدد مرات الحفظ 65 مرة