• الرئيسية
  • غرفة الهداية
  • تابعنا



السؤال:
زملائنا وأصحابنا وجيراننا من أهل الكتاب يشاركوننا في أفراحنا وأتراحنا، علاقتنا معهم بالمقابل هل يجوز لنا أن نشاركهم في أفراحهم وأتراحهم وندخل معابدهم اللي هي الكنائس؟
الجواب:

الحقيقة أنه سؤال مهم ولا سيما للذين يخالطون أهل الديانات الأخرى، والجواب أن الله تعالى قال: (لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم) فقد ذكر الله جل وعلا في المخالفين في الدين ثلاثة مراتب: العداوة والمقاتلة – العدل – الإحسان. فقال في حق من يحسنون إليه (لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم) والبر هو إيصال الخير والنفع (أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين) فذكر مرتبتين، مرتبة البر وهي الإحسان والقسط وهو العدل.
وأقل ما يعامل به هؤلاء العدل فإذا أحسنوا إليك فمن حقهم أن تحسن إليهم (وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها) هذا الأصل لكن فيما يتعلق بالمناسبات والسؤال عن هذا بحكم قرب الكريسماس وقرب عيد الأضحى إذا حيونا وهنئونا بعيدنا العبادي فنحن نجيبهم ونسأل الله تعالى لهم خيرا نظير ما سألوه لنا في إجابة تهنئتهم، يعني إذا قال لك: عيدكم مبارك تقول له: شكرا أو هداك الله وبارك فيك أو ما أشبه ذلك من الكلمات التي تجيب بها ما سأل لك، هذا واحد.
فإذا جاء عيدهم العبادي هل نهنئهم بعيدهم العبادي؟ الجواب: لا تهنئه بعيد كفري لأن التهنئة بالعيد الكفري هو نوع من الإقرار على الملة التي أمرت بعدم التصديق بها بغض النظر عن التصرفات والمعاملات، لكن فيما يتعلق بالأعياد العبادية التي تختلف عن عبادتنا هذه باطلة منسوخة، هو على كل حال إذا كان هنئني فهذا شأنه، أنا لم أطالبه بالتهنئة ولم أعب عليه أنه هنئني أو لم يهنئني يعني هذا لا أطالبه به لكن إذا هنئني في عيد عبادي لا يلزم أن أهنئه في عيد عبادي لأن العبادة حق لله تعالى، فمثلا: إذا هنئ بعيد المسيح وهم يعتقدون أن المسيح هو ابن الله، هنا لا يهنئون لأنهم يحتفلون بعيد ابن الله وهذا لا يعتقده مسلم ولا يرضاه.
ولهذا ذكر جماعة من أهل العلم أنه إذا قال للكافر في عيده العبادي مبارك أو عيد مبارك فكما لو أقره على عبادته يخشى أن يكون كفرا، فالمسألة خطيرة.
لكن إذا كان عيدا غير عبادي عيد عادي كعيد رأس السنة مثلا أو الأعياد الأخرى فهذه المسألة على خلاف العلماء لهم فيها قولان، لكن المسألة فيها قريبة ولا تصل إلى حد الكفر كما هو الشأن في العيد العبادي، هو أهون بكثير، لا فرق بين كفر وما دونه، فلذلك الأمر فيها أسهل فلو قلت له: سنة سعيدة أو ما أشبه ذلك فالأمر في هذا قريب وسهل لكن التهنئة في الأمور العبادية يتجنبها.
لو سأل عن دخول المعابد فلا تدخل في أوقات تعظيمها، قال لك الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه: لا تدخلوا على هؤلاء في أعيادهم فإن السخطة تتنزل عليهم. السخطة يعني السخط والغضب والمقت، لماذا السخط والغضب والمقت؟ هل هؤلاء الأشخاص بأعيانهم؟ لا، بل لأفعالهم وأنهم يقولون عيسى ابن الله، والمسيح ابن الله ويقولون: الله ثالث ثلاثة، وهذا مما ذكر الله تعالى كما قال في سورة مريم في بيان عظيم الأمر (تكاد السماوات يتفطرن منه وتنشق الأرض وتخر الجبال هدا * أن دعوا للرحمن ولدا) شوف كيف عظيم هذا القول عند رب العالمين! الله -عزَّ وَجلَّ- يقول: (تكاد السماوات يتفطرن منه) يعني يتشققن، (وتنشق الأرض وتخر الجبال هدا) ليش؟ (أن دعوا للرحمن ولدا) فهؤلاء يجب اجتنابهم في أوقات أعيادهم.
لو كان مثلا مارا بطريق أو أراد أن يستكشف وهو آمن على إيمانه ونفسه من أن يفتن فلا حرج لكن في غير أعيادهم وفي غير التعبد.

حسنا لو قال لك بنفسه في يوم الكريسماس: ماري كريسماس، وأنت زميل في عمل أو جار أو غير ذلك كيف يمكن أن ترد عليه؟
إذا كان يمكن أن تتصرف وتتخلص بما هو مناسب وبطريقة لائقة فحسن، لاسيما الذين يعيشون عندهم، لأنه ينبغي أن نفرق بين أمرين: بين شخص يعيش بينهم وفي بلادهم ووافد عليهم، وبين شخص في بلاد الإسلام وليس مضطرا إلى مثل هذا، ولهذا ذكر العلماء هذا التفريق في جانب التشبه، قالوا: يمنع من التشبه بالكفار في بلاد الإسلام ما لا يطالب به من كان بينهم وذكر ذلك جملة من أهل العلم منهم شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في اقتضاء الصراط المستقيم في مباينة طريق أهل الكتاب، فهذا له فقه خاص يخصه.
لكن لا ينبغي أن يشاركهم فيما يتعلق بموافقتهم على عيدهم أو تهنئتهم به، يتخلص بأسلوب هادئ ويحفظ نفسه من أن يبادلهم التهنئة.

تاريخ إصدار الفتوى غير معلوم
مكان إصدار الفتوى بدون قناه
تاريخ الإضافة الجمعة ١٩ ديسمبر ٢٠١٤ م
حجم المادة 28 ميجا بايت
عدد الزيارات 18825 زيارة
عدد مرات الحفظ 348 مرة