• الرئيسية
  • غرفة الهداية
  • تابعنا



السؤال:
ما حكم القبائل التي ترفض أن تزوج بناتها من غريب؟
الجواب:

هذا ظلمٌ يا أختي الكريمة، يُفترض أن يُوجه نداء إلى هؤلاء القوم بأن يتقوا الله في بناتهم، ليسوا هم فقط بل هنالك في كثير من بلاد المسلمين هذه الآفة المنتشرة، تمكث البنت إلى الأربعين من عمرها ويأتيها الأكفاء للزواج بها ويمتنع أهلها من تزويجها إلا من رجل من القبيلة، من ابن العم من ابن الخال، فهذا ظلمٌ شديدٌ للنساء وسيُحاسب الولي.
ثم أيضًا بهذا الصنيع يعرض البنات للفواحش، ويعرض البنات لعدم أداء حقوق الزوج، فإذا كان ابن العم جاهلًا بدينه، إن كان ابن العم فاسقًا فعلى أي أساس تمكث البنت معه، وحتى إن كان صالحًا ولكن البنت لا ترغبه.
والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: "لا تُنكحُ البِكرُ حتى تُستأذنَ، قيل يا رسول الله إنها تستحي، قال: إذْنُها صمتُها"
فهذا الغباء المتفشي في هذه القبائل وفي غيرها من القبائل قد توجع منه الكثيرون وهو مخالف للشريعة بلا شك.
قد قال الإمام الصنعاني رحمه الله تعالى وهو من آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم، هو صاحب كتاب "سبل السلام" المشهور، قال ناقمًا على قومه الذي يمتنعون من تزويج الهاشمية إلا من هاشمي، يقول: ونعوذ بالله من شرطٍ رباه الهوى، وولده الكبرياء، تمكث الفاطمية أربعين سنة يأتيها الأكفاء ويمتنعون من تزويجها، فعياذًا بالله من هذه الآراء الفاسدة.
إن نبينا صلى الله عليه وسلم زوج ابنتيه: أم كلثوم ورقية، واحدة بعد الأخرى لعثمان ابن عفان رضي الله عنه ولم يكن بهاشمي إنما هو قرشي.
وأيضًا زوج النبي صلى الله عليه وسلم زيد بن حارثة وهو مولى من الموالي، كان عبدًا فأُعتق، زوجه ببنت عمة النبي صلى الله عليه وسلم زينب بنت جحش قبل أن يتزوجها النبي، وأمها أميمة بنت عبد المطلب، وكذلك تزوجت ضباعة بنت الزبير وهي من الحرائر من القبائل بالمقداد بن الأسود وهو من الموالي.
بارك الله فيكِ ما يصنعه أهلك ظلمٌ وتعدٍ على العباد، ظلمٌ لإماء الله، ظلمٌ لبناتهم، وهم سيسألون يوم القيامة عن رعاياهم.
أما هذا التعليل الجاهلي الذي يقول أن هؤلاء أصلهم فراعنة ولا نزوج بناتنا للفراعنة كله كما قال النبي: " مَنْ أبْطأَ بهِ عملُهُ لمْ يُسرِعْ بهِ نَسبُهُ" فإذا أسلم رجل حتى من آل فرعون والآخر كان من أهل بيت النبوة وكفر هل يغني عنه كونه من بيت النبوة! إن أبا لهب هو الكافر الوحيد الذي كان في زمن النبي ذُكر بكنيته في الكتاب العزيز وهو عم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإن زيد بن حارثة وهو مولى هو الصحابي الوحيد الذي ذُكر اسمه في القرآن في معرض الثناء عليه.
فما يصنعه أهلك جهلٌ وإثمٌ وظلمٌ تاب الله علينا وعليهم.

تاريخ إصدار الفتوى الأربعاء ١٢ مايو ٢٠١٠ م
مكان إصدار الفتوى الناس
تاريخ الإضافة الإثنين ١٦ فبراير ٢٠١٥ م
حجم المادة 21.89 ميجا بايت
عدد الزيارات 694 زيارة
عدد مرات الحفظ 178 مرة