• الرئيسية
  • غرفة الهداية
  • تابعنا



السؤال:
علاج الكبر
الجواب:

يسأل عن مسألة دواء الكبر، وهي مسألة حُق لكل إنسان أن يراعيها.
الجواب: أول شيء الإنسان يداوي به الكبر -لأن هو بيتكلم على كبر الطاعة لما يكون هو في طاعة وشايف حد بيعمل معصية- أن يتيقن أن الطاعة التي نفعلها لا نفعلها بسبب تقوانا، أو من عند أنفسنا، إنما هو بعون الله لنا -سبحانه وتعالى-، لذلك أرشدنا الله -عز وجل- في سورة الفاتحة إلى أن نقول: "إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِين" الفاتحة:٥.
أرشدنا -سبحانه وتعالى- عند سماع الأذان أن نقول عند حي على الصلاة، وحي على الفلاح: "لا حول ولا قوة إلا بالله" يعني: لا طاقة بي على التحول من مكاني إلى الصلاة، أو قوة على فعل الطاعة، لا طاقة لي على التحول من المعصية إلى الطاعة، أو الانتقال إلى فعل الخيرات ولا قوة بي على فعل ذلك إلا بك يارب، إلا بعونك يارب، فتوفيقي للطاعة هكذا بسبب عون الله لي.
اللي بيؤدي الإنسان للكبر إن أنا أظن إن ده يعني من كيْسِي، وبسبب إن أنا أفضل من غيري وأحسن من غيري، لا، فلولا مَّن الله وفضل الله علينا لكان للإنسان وضع آخر، سيستجيب للنفس الأمارة بالسوء وللشيطان إلى غير ذلك.
تذكر قول الله -سبحانه وتعالى-: "كَذَٰلِكَ كُنتُم مِّن قَبْلُ فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْكُمْ" النساء:٩٤، يبقى ده المعنى، أنا لما ربنا منَّ علينا بتوبة، لما تبت وعملت صالحات ورجعت إلى الله وعملت أعمال صالحة مِنَّة من الله، هذا عون من الله.
فلينبغي على الإنسان أن ينظر للعصاة بعين الرحمة، "كَذَٰلِكَ كُنتُم مِّن قَبْلُ" أنا كنت كدا قبل كدا، الحمد لله إن ربنا -سبحانه وتعالى- أمد لي في عمري إلى أن أطعت الله -عز وجل- إلى غير ذلك.
فالشاهد: أستشعر أن ذلك ليس بحولي إنما هو من الله -سبحانه وتعالى-، وأنظر بعين الرأفة إلى العاصي، وأحاول أن أدعوه؛ حرصًا عليه وابتغاء الأجر من الله -سبحانه وتعالى-. فيه فرق بين إن أنا أبغض المعصية وأبغض العاصي، مفيش إنسان احنا بنحبه على الإطلاق أو بنكرهه على الإطلاق، بنحب فيه الطاعة وبنكره فيه المعصية، فبنكره المعصية لكننا نرشده إلى الطاعة برأفة بإذن الله -سبحانه وتعالى-.
كذلك نتذكر عقوبة الكبر، عقوبة الكبر حسبنا بها قول النبي ﷺ: "لا يَدْخُلُ الجَنَّةَ مَن كانَ في قَلْبِهِ مِثْقالُ ذَرَّةٍ مِن كِبْرٍ" صحيح مسلم، فلما أستشعر إن الكبر ده بيؤدي الإنسان إلى عقوبة في الآخرة، وإلى دخوله لجهنم فده يحمل الإنسان على التواضع.
اللي يعيني على إن أنا أدفعه أتذكر العقوبة، فأقول أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، لما ألاقي نفسي على طاعة لا أعجب بطاعتي وإنما أقول هذا بفضل الله وبعون الله، فأسأل الله العون على مزيد من الطاعة.
الشيء التاني اللي يعيني أكثر: إن أنا أستشعر إن الطاعة اللي أنا بعملها أصلًا لا تليق بالله وبجلال الله؛ لأن ربنا يستحق مني عبادة أفضل من هذه، فإذا كنت أنا أصلًا عبادتي فيها نظر لأن الله يستحق أكثر منها، فكيف أنظر لغيري! فأُشغل بنفسي -وده العلاج الأساسي- عن غيري، بارك الله فيك نجد خيرًا عظيما.
ومما يُطهِّر القلب لذلك: كثرة الإستغفار، وصوم ثلاثة أيام من كل شهر، قال رسول الله ﷺ: "صَومُ شهرِ الصَّبرِ، وثلاثةِ أيامٍ من كلِّ شهرٍ، يُذْهِبْنَ وحَرَ الصَّدْر" صحيح الترغيب، اللي هو الغل والحقد، فيعطي القلب روحانيات يُذهب بها أمراض القلوب بإذن الله -عز وجل-.

تاريخ إصدار الفتوى الثلاثاء ١٠ مارس ٢٠٢٠ م
مكان إصدار الفتوى الرحمة
تاريخ الإضافة الأربعاء ٢٢ أبريل ٢٠٢٠ م
حجم المادة 25 ميجا بايت
عدد الزيارات 412 زيارة
عدد مرات الحفظ 113 مرة