• الرئيسية
  • غرفة الهداية
  • تابعنا



السؤال:
يَا شَيْخَنَا، أنَا مُعَلِّمَةٌ وأدَرِّسُ في الثَّانَوِيَّةِ، ولَكِنْ يَا شَيْخَنَا، مَا يُحْزِنُ القَلْبَ هُوَ عَمَلِيَّةُ الغِشِّ في الامْتِحَانَاتِ، فأرْجُو مِنْكَ، رُبَّمَا يَسْمَعُنَا أحَدٌ مِمَّنْ يُغَشِّشُونَ، ويَقُولُونَ أنَّ هَذا يُعْتَبَرُ مُسَاعَدَةً للأهَالِي، فرُبَّمَا يَسْمَعُ أحَدٌ فيَقَعُ عَلَى قَلْبِهِ، فأسْألُكَ يَا شَيْخَنَا، أنْ تَقُولَ لَهُمْ قَوْلاً في هَذا الأمْرِ، لأنَّ الغِشَّ حَرَامٌ كَمَا نَعْلَمُ.
الجواب:

الغِشُّ حَرَامٌ يَا عِبَادَ اللهِ، تَأْتِينَا كُلَّ سَنَةٍ، في آخِرِ السَّنَةِ الدِّرَاسِيَّةِ حُزْمَةٌ مِنَ الأسْئِلَةِ: يَا شَيْخَ مَا حُكْمُ الغِشِّ في الامْتِحَانَاتِ؟ هَلْ هَذا سُؤَالٌ؟ هَلْ سَيَقُولُ لَكَ أنَّ الغِشَّ حَلاَلٌ؟! الغِشُّ حَرَامٌ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ: «مَنْ غَشَّنَا فلَيْسَ مِنَّا» صَحِيحُ الجَامِعِ للألْبَانِيِّ، وبَعْضُ الطَّيِّبِينَ مِنْ أبْنَائِنَا وإخْوَانِنَا التَّلاَمِيذِ والطُّلاَّبِ يُفَلْسِفُ البَاطِلَ ويَقُولُ (هَذا عِلْمٌ دُنْيَوِيٌّ، العِلْمُ بِهِ لاَ يَنْفَعُ والجَهْلُ بِهِ لاَ يَضُرُّ) لاَ، إنَّهُ يَضُرُّ، هَذا الغَشَّاشُ يَسْرِقُ مَجْهُودَ الطَّالِبِ المُجْتَهِدِ، المُدَرِّسُ يَقُولُ (أنَا أُغَشِّشُ خِدْمَةً للأهَالِي) فمَاذَا عَنْ هَذا الطَّالِبِ الَّذِي انْكَسَرَ صُلْبُهُ عَلَى هَذا الكِتَابِ؟ تُسَاوِيهِ أخِيرًا يَا عَبْدَ اللهِ بهَذا المُسْتَهْتِرِ المُتَسَيِّبِ المُنْفَلِتِ؟!، هَذا الوَلَدُ الغَشَّاشُ عِنْدَمَا يَصِيرُ طَبِيبًا، مَاذَا تَتَوَقَّعُ مِنْهُ؟ سَوْفَ يَسْرِقُ كِلْيَةَ المَرِيضِ، هَذَا الوَلَدُ الغَشَّاشُ عِنْدَمَا يَصِيرُ مُهَنْدِسًا، مَاذَا سَيَفْعَلُ؟ سَوْفَ يَسْرِقُ في مَوَادَّ البِنَاءِ ويُوقِعُ البُيُوتَ عَلَى رُؤُوسِ النَّاسِ، هَذا الوَلَدُ الغَشَّاشُ عِنْدَمَا يَصِيرُ مُوَظَّفًا، مَاذَا سَيَفْعَلُ؟ سَوْفَ يَفْتَحُ دُرْجَهُ للرَّشَاوِي ويُصْبِحُ مُرْتَشِيًا، فلَقَدْ خَرِبَ الأمْرُ مِنْ بِدَايَتِهِ، لاَ، نُرِيدُ تَرْبِيَّةً قَبْلَ التَّعْلِيمِ، تَرْبِيَّةً.

تاريخ إصدار الفتوى الأحد ٠٩ أكتوبر ٢٠١١ م
مكان إصدار الفتوى الرحمة
تاريخ الإضافة الأحد ٠٩ أكتوبر ٢٠١١ م
حجم المادة 12 ميجا بايت
عدد الزيارات 1197 زيارة
عدد مرات الحفظ 247 مرة