• الرئيسية
  • غرفة الهداية
  • تابعنا



السؤال:
فضل أيام العشر من ذي الحجة
الجواب:

عشر ذي الحجة هي الأيام التي أقسم الله تعالى بها في قوله جل وعلا (والشفع والوتر * وليال عشر) في قول جماعة من المفسرين أن المقصود بالليال العشر هي هذه الليالي التي تبتدئ بواحد ذي الحجة إلى عشر ذي الحجة وهي أفضل أيام الزمان لما جاء في الصحيح من حديث ابن عباس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله من هذه العشر) يعني العشر من ذي الحجة قالوا: ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: (ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بماله ونفسه فلم يرجع من ذلك بشيء).
هذا يبين أن هذه الأيام لها منزلة كبرى عند الله عز وجل ومزية عظمى وهي من مزارع الآخرة التي يتقرب بها إلى الله عز وجل بأنواع القربات وأنواع الطاعات ولذلك كل عمل صالح في هذه الأيام مشروع وأعظمه وأعلاه ذكر الله بالقلب واللسان والجوارح.
ولذلك ينبغي أن يحرص المؤمن على الإكثار من ذكر الله عز وجل في لحظات هذه الأيام ليلا ونهارا سرا وجهارا قياما وقعودا في البيوت وخارجها وفي أماكن العمل لما جاء في حديث ابن عمر رضي الله عنه أنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله وأفضل من هذه العشر فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد) فوجه النبي صلى الله عليه وسلم إلى أعلى ما يكون من العمل الصالح في هذه الأيام وهو كثرة ذكر الله تهيلا وتكبيرا وتحميدا فينبغي لنا أن نحرص على الاجتهاد في العمل الصالح في هذه الأيام.
ما هناك عمل تقول إنه أفضل عمل بعد ذكر الله، الأفضل هو الذكر في الصلاة والزكاة والصدقة والإحسان إلى الخلق كل هذا من العمل الصالح، بعض الناس يلزم نوعا من العمل مثلا الصيام فتجده يجتهد في الصيام ولا يأتي بقية الأعمال الصالحة نقول: أنت على خير إذا فتح لك باب فاجتهد فيه لكن أفضل ما يكون الصائم إذا كان ذاكرا وكذلك المصلي إذا عظم ذكره لربه جل وعلا كذلك المحسن الذي يجتهد في إيصال الخير للناس يكون ذاكرا بلسانه فإن كل عمل قارن الذكر كان أفضل من العمل الصالح الخالي من الذكر.
ولذلك الذاكر في أعظم درجات السبق فقد جاء في الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (سبق المفردون) قالوا: من المفردون يا رسول الله؟ قال: (الذاكرون الله كثيرا والذاكرات) فأنا أقول يا إخواني ويا أخواتي فرصة لا علاقة لهذا القضية بالحج فرصة لكل مؤمن يرجو عطاء الله وثوابه حاجا كان أو غير حاج في بيته أو مسافر في بلده أو في عمله في كل مكان ينبغي أن يحرص المؤمن على اغتنام هذه الأيام بالعمل الصالح، فمن كان له نشاط في القراءة فليجتهد ويكثر من ختم كتاب الله، الصلاة والمحافظة على الواجبات في سائر الصلوات وسائر الواجبات هذا من أفضل القربات (وما تقرب عبد) كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الإلهي (وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضه عليه).
فلنفتح الباب على مصراعيه في التقرب إلى الله عز وجل بالصالحات وهذه مزرعة من مزارع الآخرة نسأل الله تعالى ألا يحرمني وإياكم فضله وأن يعيننا وإياكم على طاعته فإن توفيق العبد إلى الطاعة هي نعمة من نعم الله عز وجل وهذه النعمة تستمطر وتستجلب بصدق الرغبة وسؤال الله لذلك قال النبي لمعاذ: (يا معاذ والله إني لأحبك فلا تدع دبر كل صلاة أن تقول: اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك) هذا السؤال اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك فهذا من أفضل ما يمنّ به على العبد في عمره أن يكون لله ذاكرا وله شاكرا وبحقه قائما.

تاريخ إصدار الفتوى الثلاثاء ٢٧ نوفمبر ٢٠١٢ م
مكان إصدار الفتوى إقرأ
تاريخ الإضافة الثلاثاء ٢٣ سبتمبر ٢٠١٤ م
حجم المادة 25 ميجا بايت
عدد الزيارات 1370 زيارة
عدد مرات الحفظ 273 مرة
الأكثر تحميلا