• الرئيسية
  • غرفة الهداية
  • تابعنا



السؤال:
ما حكم من تجاوز الميقات دون أن يحرم؟
الجواب:

من تجاوز الميقات نسيانا أو جهلا حكمه أن يعود إليها ويحرم ومنها وهذا واجب، وإن كان بين يديه ميقات فلا بأس أن يحرم من الميقات الذي بين يديه، مثلا: شخص جاء من المدينة وفات الميقات دون أن يشعر، فلما بقي على مكة حوالي مائة كيلو سأل: أين الميقات؟ قالوا: هو ورائك بمائتي كيلو أو أكثر، فهنا يقول العلماء: الواجب عليه أن يرجع، والذي عليه أكثر العلماء أن يرجع إلى ميقاته الذي كان عليه ويحرم منه.
هناك قول للإمام مالك: أنه يحرم من أي ميقات يتيسر له، وبالتالي نقول له: اذهب إلى السيل، اذهب إلى قرن المنازل أو الجحفة إذا كانت قريبة وأحرم منها وبهذا يكون قد أدى ما عليه في قول النبي صلى الله عليه وسلم: (هن لهن ولمن أتى عليهن من غير أهلهن ممن أراد الحج أو العمرة) وهذا أيسر وأسهل وهو له وجه، فبه قال الإمام مالك واختاره شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله وهو قول من حيث الأدلة واضح الدلالة على صحة هذا الإحرام من قوله: (ولمن أتى عليهن من غير أهلهن ممن أراد الحج أو العمرة).
من تجاوزها يجب عليه سواء كان من أهل المواقيت أو من كان من دون أهل المواقيت يعني من كان دون المواقيت فإنه يجب عليه شاة إذا ترك الإحرام في قول عامة العلماء طبعا.
لما نقول: يجب شاة، كثير من الناس يظن المسألة اختيارية يعني إن بغيت، إن أردت أن تحرم من الميقات فلك وهذا المطلوب وإن شئت أن تحرم من أي مكان وهذا غلط لأن المسألة ليست تخيير بين أن تفعل وأن تفدي بل هذا واجب، لكن في حال تورط الإنسان في ترك الواجب هنا المخرج هو ما ذكره الله عز وجل عن خطأ أو نسيان أو تعمد يجب عليه شاة.
الفرق بين الخطأ والنسيان والتعمد أنه الخطأ والنسيان لا إثم عليه ولكن يجبره بدم إذا ما رجع، أما إذا كان عن تعمد فهنا ثمة إثم هنا خطأ ومخالفة وهنا أقول: إن وضف الحج المبرور هو الحج الذي لا معصية فيه (لا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج).
وبالتالي أنبه إخواني أننا كلنا نأمل أن ندرك الحج المبرور فالذي يأتي مثلا مخالفا للنظام ويتجاوز الميقات وبدون إحرام وسيترتب عليه أشياء كثيرة فهو ما أدرك الحج المبرور حقيقة لأن الحج المبرور لا معصية فيه وهنا عصى من حيث ترك الإحرام من الميقات والإخلال بالترتيبات المطلوبة لأداء النسك وما أشبه ذلك من الأشياء.
طبعا هذا لا يعني أن الحج ليس بصحيح لكن الكلام عن أننا نسمو إلى الغاية العليا وهي أن يكون حجنا مبرورا فالحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة فبالتالي ينبغي للحاج أن يجتهد بكل ما أوتي من طاقة أن يحقق هذا الوصف ومن ذلك أن يأتي بالإحرام من الميقات.
هذا ما يتعلق بمن تجاوز هذه المواقيت.

تاريخ إصدار الفتوى الخميس ٢٢ نوفمبر ٢٠١٢ م
مكان إصدار الفتوى إقرأ
تاريخ الإضافة الثلاثاء ٢٣ سبتمبر ٢٠١٤ م
حجم المادة 20 ميجا بايت
عدد الزيارات 1027 زيارة
عدد مرات الحفظ 204 مرة
الأكثر تحميلا