• الرئيسية
  • غرفة الهداية
  • تابعنا



السؤال:
بعض الناس يجتهد في الأضحية ويترك الفروض ويفرط فيها، فما حكمهم؟
الجواب:

ما يفرز هذه النتيجة أمران: الأول ضعف التدين وأخذ العبادات على وجه العادات، هو نشأ وكبر على أن تذبح الأضحية في الأعياد وغائب على باله أنها قربة وعبادة (لن ينال الله لحومها ودماؤها ولكن يناله التقوى منكم) والتقوى هو عمل القلب وليس شيئا ملموسا أو حسيا وإنما تقوى القلب التي يبلغ بها العبد مراتب عليا ومنزلة كبرى، إذا الإشكالية الأولى أن بعض الناس يأخذون جزءا من العبادات والطاعات على وجه الاعتياد والألفة التي تخلو عن جانب التدين.
وهنا أقول لهؤلاء: أحسنوا نياتكم لتعظم أجوركم فإن عظم الأجر بقدر ما في القلب من نية صالحة خالصة، عملان يكونان على صورة واحدة وبينهما كما بين السماء والأرض في فضل وفي رجحان، ما الفارق؟ هو ما قام في القلوب.
وتفاضل الأعمال يتبع ما يقوم بقلب صاحبها من البرهان.
كما يقول ابن القيم رحمه الله في النونية.
فالتفاضل يتبع ما في القلب من الإيمان والبرهان والتصديق وليس صورة العمل، فإن العمل قد يكون كما ذكر أخي يقوم به من يتق الله ومن لا يتق الله، لكن الشاهد هو أن يصدق العمل ما في القلب من إيمان، هذه واحدة.
الأمر الثاني: من الناس من عنده خلط فيظن أن العمل الصالح المندوب إليه في مثل هذه الأيام هو فقط النوافل ويغفل عن أن أفضل من يتقرب به إلى الله تعالى هو الفرائض، انظر إلى هذا الحديث العظيم الشريف الذي هو من أعظم الأحاديث في بيان مقام من حقق العبودية لله، حديث الولاية عن أبي هريرة: (يقول الله تعالى: من آذى لي وليا فقط آذنته بالحرب ولا يزال عبدي يتقرب إليّ بالنوافل) هذا طريق تحصيل الولاية، كيف؟ بعد أن ذكر فضل الولاية ذكر كيف نتحصل على الولاية (ولا يزال عبدي يتقرب إليّ بالنوافل).
قال: (من آذى لي وليا فقد آذنته بالحرب) ثم قال: (وما تقرب إليّ عبدي بشيء أحب إليّ مما افترضته عليه) إذا أحب ما تتقرب به إلى الله في هذه الأيام الصلاة، صلاة الفجر في هذه الأيام أفضل من صلاة الفجر في غيره من الأيام، كل الصلوات كل الفرائض أفضل من غيرها في سائر الأيام.
ولذلك ينبغي أن نفهم هذا الأمر ثم بعد هذا (لا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل) هذه المرتبة الثانية (حتى أحبه) بعد اكتمال الأمرين! هو بدأ بالفرائض ثم بعد ذلك بالنوافل، ولذلك ينبغي لنا أن نفهم أنه من الأولى بنا أن نبادر إلى الفرائض وأن نتبعها النوافل.
وهنا أنبه الصوام الذين يحرصون على صيام هذه الأيام ويكثر السؤال: هل أصوم وعليّ قضاء من رمضان؟ أقول: اقض في هذه الأيام هو أفضل من أن تشتغل بالنافلة، فقضاؤك في هذه الأيام أعظم أجرا من أن تشتغل بالنافلة، ما الدليل؟ (وما تقرب إليّ عبدي بشيء أحب إليّ مما افترضته عليه) هذا النص، وأما الأثر فعن عمر رضي الله عنه أنه كان يأمر بصيام القضاء في العشر، فإذا اجتمع عندنا نص نبوي وقول عمر رضي الله عنه وأمره بأن يكون القضاء في العشر.
لو أن إنسانا صام النفل وقال: أقضي بعد ذلك، فهذا جائز لكن أنا أوجه إلى الأفضل وأذكر ما ينبغي أن يشتغل به.

- لكن هنا ملحظ حول هذا السؤال: وهو أننا نخشى أن يفهم بعض من يقصرون في الفرائض وغيرها أنهم لا يضحون؟
لا، الرسالة هي أحسنوا النوايا حتى تنالا الأجر أنتم على خير لكن ليعظم خيركم ويكثر بركم أخلصوا النيات واشتغلوا بالواجبات.

تاريخ إصدار الفتوى الإثنين ١٧ سبتمبر ٢٠١٢ م
مكان إصدار الفتوى بدون قناه
تاريخ الإضافة الأحد ٢٨ سبتمبر ٢٠١٤ م
حجم المادة 26 ميجا بايت
عدد الزيارات 1050 زيارة
عدد مرات الحفظ 180 مرة
الأكثر تحميلا