• الرئيسية
  • غرفة الهداية
  • تابعنا



السؤال:
ما حكم العمل كمندوب مبيعات أدوية يضطر لعمل بعض الخدمات للترويج للمنتج، وما حكم الاختلاط بموجب العمل؟
الجواب:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد، فهذه المهنة الحرجة التي ذكرها الأخ فهو يبدو أنه صيدلاني يعمل في شركة أدوية، يعمل في الدعاية فيأخذ الأدوية ويذهب إلى الأطباء، والأطباء في هذا الزمان قلت أمانات الكثيرين منهم، لم يعودوا كأطباء زمنٍ سابقٍ في النزاهة في الطب، وفي تحري الحق، وتحري الحلال بل اجترفهم ما اجترف كثيرين من الناس، فأصبح بكثير من الأطباء جشع وطمع وأكل للحرام غير مبالين بحل الطعام أو حرمته، فهم كي يصفون دواء معينًا يريدون من الشركة المنتجة للدواء مالاً؛ لكونهم وصفوا هذا الدواء للمريض، وقد يتغاضوا عن وصف دواءٍ رخيص الثمن مُجدي ويصفون دواء غالي الثمن من أجل دراهم معدودة التي يأخذونها كرشوة، كمحرم يتقاضونه، فالدكتور الصيدلي يكون وسيطًا بين الشركة المنتجة وبين الطبيب الطماع المرتشي كي يكتب اسم الدواء في وصفة العلاج "الروشتة" فالطبيب يطلب ببجاحه وبقلة خلقٍ وبسُحتٍ يطلب من مندوب الدعاية مالاً، ومنهم الجشع الذي يطلب السفر إلى مؤتمرات دولية أو يطلب سيارة أو يطلب عزومه في فندق هو وأهل بيته، يأكلون سحتًا وحرامًا كي يكتبوا الدواء الذي تنتجه الشركة، فالشركة بدورها تُرسل مندوبيها بأموال كرشاوى للأطباء أو بهدايا أو بتذاكر سفر أو بغير ذلك.
الأخ السائل يتوجع مما يراه، فأقول: لا تساعد على الإثم والعدوان، وأيضًا عند عرضك للمنتج عليك لزامًا أن تبين أضراره وأن تبين فضائله لقول النبي صلى الله عليه: "الْبَيِّعانِ بالخِيارِ ما لَمْ يَتَفَرَّقا، فإنْ نَصَحَا وبَيَّنا بُورِكَ لهما في بَيْعِهِما، وإنْ كَذَبا وكَتَما مُحِقَت بَرَكَةُ بَيْعِهِما" فعليك كمندوب وأنت مسؤول بين يدي الله وهذه أمانة في رقبتك أن تبين العيوب، وأن تبين الفضائل التي في الدواء، متجردًا في ذلك لله، إذ النبي صلى الله عليه وسلم قال عندما سُئل لِمن النصيحة يا رسول الله قال: "للهِ ولرسولِه ولكتابِه ولأئمةِ المسلمين وعامَّتِهم"
هذا وأهيبُ بإخواني نقيب الأطباء ووزير الصحة والمسؤولين أن يطاردوا هذا العبث، وأن يطاردوا هذه السرقات التي دخلت في مجالات الطب؛ فأصبح الطبيب يطلب رشوة وأصبح يُرسل المريض إلى طبيب تحاليل، والمريض لا حاجة له في التحاليل، كي يأخذ نسبة من أطباء التحاليل، ويرسله إلى الأشعة كي يأخذ نسبة من أطباء الأشعة، فالله سائلكم أيها المسؤولون عن وزارة الصحة، وسائلكم أيها المسؤولون عن نقابة الأطباء عن هذا العبث، فجديرٌ أن تجندوا مباحث لملاحقة الأطباء السرق، وملاحقة شركات الدواء الراشية هي الأخرى، والموفِّق من وفقه الله، لكنكم على كلٍ مسؤولون، قال النبي صلى الله عليه وسلم: "كلُّكم راعٍ وكلُّكم مسؤولٌ عن رعِيَّتِه".
أما عن الاختلاط الذي يحدث كثيرًا بين مندوبي الدعايا وبين الطبيبات، فيدخل مندوب الدعاية، رجلٌ فحلٌ، على طبيبة ويُغلق عليه وعليها الباب، والنبي عليه الصلاة والسلام يقول: "ما اجتمع رجلٌ وامرأة إلا وكان الشيطان ثالثهما" فليست لك رخصة لكونك مندوب دعاية، أو لكونك صيدلي أن تخلو بامرأة ويُغلق عليكما الباب أيًا كانت هذه المرأة، طبيبة أو ممرضة أو غير ذلك؛ لِما سمعت من حديث النبي صلى الله عليه وسلم: "ألَا لا يَخْلُوَنَّ رجُلٌ بامرأةٍ لا تَحِلُّ له؛ فإنَّ ثالثَهما الشَّيطانُ" والله أعلم.
فالنسبة لحكم العمل أقول إذا كانت هدايا خفيفة: قلم، أجندة لا بأس هذا متعارف عليه، الرشاوي الكبيرة والسفريات والهدايا الكبيرة حرام؛ حرامٌ على ثلاثة أطراف على الراشي والمرتشي والرائش، وأنت الرائش، وكله تعاون على الإثم والعدوان بغض النظر عن حديث: "لَعَنَ اللَّهُ الرَّاشِي وَالْمُرْتَشِي والرَّائِش" وإن كان في سنده بعض المَقال، لكن تعاونٌ على الإثم والعدوان وغشٌ للمسلمين.

تاريخ إصدار الفتوى السبت ٠٥ يونيو ٢٠١٠ م
مكان إصدار الفتوى الناس
تاريخ الإضافة الأربعاء ١٨ مارس ٢٠١٥ م
حجم المادة 29.56 ميجا بايت
عدد الزيارات 1872 زيارة
عدد مرات الحفظ 193 مرة