• الرئيسية
  • غرفة الهداية
  • تابعنا



السؤال:
هل الغيبة والنميمة من مبطلات الصيام ؟
الجواب:

ما يتعلق بمسألة الغيبة والنميمة، تقدم إشارة يسيرة جدًا إلى مسألة أن الذنوب والمحرمات هي تنقص أجر الصائم، يقول النبي عليه الصلاة والسلام كما جاء في الصحيح من حديث أبي هريرة: (من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة بأن يدع طعامه وشرابه)
ترك الطعام والشراب في ذاته مجردا من غير ترك المحرمات هو نوع من الاستهانة به والاحتقار لهذه العبادة التي ينقص ذلك الأجر المترتب عليها عند الله سبحانه وتعالى، والسيئات كما تقدم تنقص الحسنات وربما تزيل بعضها وهذا أمر معلوم ولا يزيل الحسنات بالكامل إلا الشرك (ومن يكفر بالإيمان فقد حبط عمله)
بالنسبة لما يقع للإنسان من المحرمات في أثناء صيامه من غيبة ونميمة ونحو ذلك، هذه هل هي تفطر الصائم أو لا تفطره؟ بعض الفقهاء ينص على هذا وهذا جاء عن بعض السلف، كما جاء عن الأعمش عن إبراهيم النخعي أنه قال: كانوا يقولون: إن الغيبة تفطر الصائم.
هذا القول منهم مرادهم بذلك إنهم يريدون بذلك أنها تنقص الأجر كما أشار إلى هذا وبيّنه جماعة من العلماء كابن تيمية رحمه الله
جاء عن بعض السلف كما جاء عن ثابت عن أنس بن مالك أنه قال: الغيبة تفطر الصائم، كما رواه ابن حزم الأندلسي عنه، وجاء أيضا عن جماعة من السلف في هذا ولا يثبت عن النبي عليه الصلاة والسلام في ذلك شيء
هذا التفطير الذي يذكره العلماء المراد بذلك أنها تنقص أجر الإنسان حتى يذهب بذلك الأجر ويكون حكمه كحكم المفطر، إذا لا فائدة من مسألة الصيام
لدينا مسألة وهي تتعلق بمسألة الغيبة، النميمة، المحرمات، إطلاق البصر، سماع الأغاني، مشاهدة المحرم بجميع أنواعه من عورات ونحو ذلك، هذا في الصيام ينقص الأجر حتى ربما يلغيه ولا يبقى منه شيء، وذلك بحسب تكراره وبحسب وفرته وبحسب أيضا عظم ما يقع من الإنسان من ذنب ومعصية
وهذا ظاهر في قول النبي عليه الصلاة والسلام: (فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه) يعني أن مراده في ذلك يعني أن حال الإنسان كحال الذي لم يدع الطعام والشراب وهو يأكل في نهار رمضان، فذاك مفطر وذاك مفطر، ذاك عمدا بترك الصيام مباشرة، وذاك عمدا بفعل الأسباب المناقضة له
لهذا تجد بعض العلماء يذكر الغيبة والنميمة في جملة المفطرات العامة وهذا أمر معلوم، ولكن من جهة التحقيق والذي عليه عامة العلماء أن الغيبة والنميمة لا تفطر الصائم ولكنها تنقص الأجر لهذا الإمام أحمد رحمه الله سئل كما نقل القاضي أبي يعلى في كتابه الطبقات أنه قال: سئل الإمام أحمد عن الغيبة، أتفطر الصائم؟ قال: لو فطرت الصائم ما كان لنا صوم، يعني الإنسان لا يكاد يسلم من ذلك ولا ينبغي أن تذكر في أبواب المفطرات ولكن في أبواب المنقصات للأجر

تاريخ إصدار الفتوى غير معلوم
مكان إصدار الفتوى المجد العلمية
تاريخ الإضافة الأحد ٢٤ مايو ٢٠١٥ م
حجم المادة 11.05 ميجا بايت
عدد الزيارات 1140 زيارة
عدد مرات الحفظ 253 مرة