• الرئيسية
  • غرفة الهداية
  • تابعنا



السؤال:
ما معنى قول الله عز وجل: (ويل لكل همزة لمزة)؟
الجواب:

هي سألت عن التنابز بالألقاب وكذلك أيضا الهمز واللمز في القول وكذلك أيضا في الإشارة، نقول: أن الله عز وجل نهى عن ذلك كما في قوله سبحانه وتعالى: (ولا تنابزوا بالألقاب) وكذلك أيضا نهى عن ذلك النبي صلى الله عليه وسلم في مواضع عديدة
نقول: التنابز بالألقاب وكذلك أيضا بالصورة والهيئة والتعيير وكذلك بالخلقة وكذلك أيضا بطريقة الكلام التي جبل الله عز وجل عليه الإنسان نقول: هذا من الأمور المحرمة
كذلك أيضا ما يكون من النصيحة، النصيحة إذا أراد الإنسان أن ينصح أحدا يبتعد عن التنابز بالألقاب والتعيير وإنما تكون النصيحة نصيحة مشفق عليه من وقوعه مثلا في خطأ أو ظلم أو جرم، لا أن يكون ذلك فرحا بالخطأ والذنب الذي وقع فيه، فما الذي يفعل الإنسان في مثل هذا؟ يقوم مثلا بنصحه بالطريقة النبوية، مثلا بالتعميم (ما بال أقوام يفعلون كذا) وإذا كان الإنسان لا يفهم ولا يفهم من الناس إلا بالتصحيح فإن الإنسان يلجأ إليه إلجاء، ولا يحتاج الإنسان أيضا أن يصرح في ذلك إلا في الأمور التي يتعدى شرها وكذلك فتنتها إلى الناس فيحتاج الإنسان إلى التصحيح
ولهذا نجد أن الله سبحانه وتعالى قد أنزل كتابه على نبيه عليه الصلاة والسلام منجما في مواضع أو حوادث كثيرة ومع ذلك أن الله عز وجل نجد أنه ما سمّى أحدا من اليهود وما سمى أحدا من المنافقين وما سمى أحدا من النصارى باسمه بعينه، وما سمى الله عز وجل أحدا من المشركين باسمه بعينه إلا ما يتعلق مثلا بأبي لهب وسمى الله عز وجل بعض الصحابة عليهم رضوان الله تعالى في سياق ذكر أحكام كحال زيد
فنجد هذه القلة والندرة دليل على أن الخطاب العام هو الأنسب في ذلك، لماذا؟ حتى يعالج مساحة أكبر في هذا، فحينما تخاطب أحدا بعينه بخطاب من أمر أو نهي أو إنكار على فعل أو قول قاله فإن الناس تحمله عليه لا يعني أنه يتعدى إلى غيره، لكن حينما تعمم الخطاب في هذا فإن هذا هو الأسلوب النبوي الذي سلكه النبي صلى الله عليه وسلم بما علمه الله عز وجل إياه
ولهذا نقول: إن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لا يدخل في أمر التنابز، لماذا؟ لأن الإنسان يريد من ذلك الإصلاح، نعم هناك من يدخل الإصلاح في أبواب التشفي من الظالمين أو التشفي من المخطئين ونحو ذلك، فنقول: هذا أيضا ينبغي للإنسان أن يتجرد من هذا وأن يبعد هوى النفس ودواخلها في هذا الأمر
نقول: التنابز بالألقاب والتعيير والسب والشتم وكذلك أيضا الشماتة، نقول: هذه محرمة، بل تصل إلى كونها كبيرة من كبائر الذنوب، خاصة إذا كان الإنسان يعير أحدا بذنب، فإن الغالب على أي إنسان يعير أحدا بذنب إلا وقع فيه ولو بعد حين، فقد جاء في السنن أن النبي عليه الصلاة والسلام قال: (لا تشمت بأخيك فيعافيه الله ويبتليك) يعني إنك إذا وقعت في سوء أو وقعت في جرم فعيرت أحد به فإن الله عز وجل يبتليك به أو بنوع آخر من جنسه ولو بعد حين
فما الواجب عليه؟ الواجب عليه النصيحة وسؤال الله عز وجل العافية، فإذا رأى إصلاحا في ذلك أن ينصحه وإلا فيتوجه إليه بالخطاب العام ليصلحه ويصلح غيره

تاريخ إصدار الفتوى غير معلوم
مكان إصدار الفتوى بدون قناه
تاريخ الإضافة الأربعاء ٠١ أبريل ٢٠٢٠ م
حجم المادة 6 ميجا بايت
عدد الزيارات 415 زيارة
عدد مرات الحفظ 96 مرة
الأكثر تحميلا