• الرئيسية
  • غرفة الهداية
  • تابعنا



السؤال:
أنا مهندسة في الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء ومطلوب مننا إننا نعمل في الشغل بتاعنا مشروع، المشروع هيخدم شركة ربوية، فإحنا – أنا والمجموعة اللي بتشتغل معانا - رفضنا، فالمسؤولين عن الشغل أعطوا الشغل لناس زملائنا معانا في الشغل، وزملائي يسألونني أحيانا عن أشياء تساعدهم في شغلهم، فهل أنا لو كتمت العلم اللي عندي وما رضيت أقول لهم عشان أنا عارفة إنهم سيستخدموا هذا العلم في مشروع شركة وصاحبة هذا المشروع شركة ربوية، وأنا لا أريد أن يتم هذا الشغل، وأخاف أن أنا أكون كتمت علما أعطاه الله سبحانه وتعالى لي، وأخاف من قول هذا العلم الذي سيستخدم في هذا المشروع
الجواب:

-كوني معي: هل ترين أن شخصا ما – بغض النظر عن سؤالك – إذا كان سيرتكب محرما وسألني عن الطريق لارتكاب المحرم، ما الذي يقربني من الله معه؟
- هذا كان رأيي، لكن زملائي للأسف شككوني في رأيي وقالوا لي: أنت كدا بتحجري على قراره، هو صاحب القرار إنه يعمل الخير أو يعمل الشر
- هو صاحب القرار، وأنا صاحب القرار في إبداء النصيحة من عدمها
- يعني دي مافيهاش كتم علم؟
- لأ، كتم العلم إذا سلمنا أنه شيء محرمٌ، فلا يُساعد على فعل المحرم، فأنت أبصر بالذي كان، إذا سلمنا أن شيئا ما عمله محرم فلا يجوز فعل المحرم، ولا تجوز المساعدة على فعل المحرم، ولا الدلالة على فعل المحرم
وأنا هنا أذكر بأن الحجاج بن يوسف الثقفي وكان أميرا ظالما غشوما وكان يقتل الناس قتلا ذريعا بلا سبب بين إنما يقتلهم لأدنى شبهة، هذا لما استكثر الناس أعماله واستبشعوها، ذهب إلى أنس بن مالك رضي الله عنه فقال: يا أنس، حدثني بأشد عذاب عذبه الرسول أقواما؟ فقال له أنس: إن أشد عذاب هو ما فعله النبي بالعرنيين لما سمل أعينهم بمسامير محماة، وقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف وتركهم في الحرة يستسقون فلا يسقون
فأخذ الحجاج هذا الحديث ذريعة إلى كل ما يفعله من شر وفساد، وخفي عليه أن النبي إنما فعل ذلك بالعرنيين لأنهم فعلوا ذلك بالراعي، راعي رسول الله وقد أتوا إلى الرسول يطلبون منه أن يخرجوا مع إبل الصدقة لأنهم مرضى، فأخرجهم النبي مع إبل الصدقة مع راعيه، فلما صحت بطونهم وقويت أجسامهم كفروا وقتلوا راعي رسول الله وسملوا عينه وأخذوا الإبل وهربوا، فكان ما فعله النبي قصاصا
الحاصل أن بعض الصحابة لام أنسا لماذا يا أنس؟ تخبر الحجاج بن يوسف الثقفي بهذا الصنيع، فإنه يتخذه ذريعة إلى ما يفعله من المحرم. فأقول: إن كتمان العلم ليس بمذموم في كل الأحوال، إذا كان نشر العلم سيولد مفسدة فيوقف نشره للأفهام الخاطئة التي قد تتأتى من وراء هذا العلم
ولذا فإن النبي صلى الله عليه وسلم لما قال لأبي هريرة: (بشر من قال: لا إله إلا الله، بأنه سيدخل الجنة) فخرج أبو هريرة رضي الله تعالى عنه فكان أول ما التقى عمر بن الخطاب رضي الله عنه فأخبره فضربه عمر ضربة أوقعته فقام أبو هريرة مذعورا وفرّ إلى النبي عليه الصلاة والسلام فركبه عمر - أي سار عمر خلفه – فقال أبو هريرة للنبي ما حدث، فقال عمر: يا رسول الله إني أخشى أن يتكل الناس. إذا سمعوا هذا الحديث أن يتكلوا. فأقر النبي عمر وقال: (يا أبا هريرة لا تخبرهم فيتكلوا) ونحوه لمعاذ بن جبل أيضا رضي الله عنهم
فكتمان العلم ليس بمذموم في كل الأحوال إنما هناك أحوال وأوقات يستحب فيها كتم العلم دفعا لشر ودفعا لفساد
والله أعلم

تاريخ إصدار الفتوى الأربعاء ٠٧ أبريل ٢٠١٠ م
مكان إصدار الفتوى الناس
تاريخ الإضافة الجمعة ٠٩ يناير ٢٠١٥ م
حجم المادة 21.31 ميجا بايت
عدد الزيارات 1237 زيارة
عدد مرات الحفظ 238 مرة
الأكثر تحميلا