• الرئيسية
  • غرفة الهداية
  • تابعنا



السؤال:
النهي عن سؤال الناس
الجواب:

يقول: حديث رواه مسلم في صحيحه: عن أبي عبد الرحمن عوف بن مالك الأشجعي -رضي الله عنه- قال: "كُنَّا عِنْدَ رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، تِسْعَةً، أوْ ثَمانِيَةً، أوْ سَبْعَةً، فقالَ: ألا تُبايِعُونَ رَسولَ اللهِ؟ وكُنَّا حَدِيثَ عَهْدٍ ببَيْعَةٍ، فَقُلْنا: قدْ بايَعْناكَ يا رَسولَ اللهِ، ثُمَّ قالَ: ألا تُبايِعُونَ رَسولَ اللهِ؟ فَقُلْنا: قدْ بايَعْناكَ يا رَسولَ اللهِ، ثُمَّ قالَ: ألا تُبايِعُونَ رَسولَ اللهِ؟ قالَ: فَبَسَطْنا أيْدِيَنا وقُلْنا: قدْ بايَعْناكَ يا رَسولَ اللهِ، فَعَلامَ نُبايِعُكَ؟ قالَ: علَى أنْ تَعْبُدُوا اللَّهَ ولا تُشْرِكُوا به شيئًا، والصَّلَواتِ الخَمْسِ، وتُطِيعُوا، (وَأَسَرَّ كَلِمَةً خَفِيَّةً)، ولا تَسْأَلُوا النَّاسَ شيئًا فَلقَدْ رَأَيْتُ بَعْضَ أُولَئِكَ النَّفَرِ يَسْقُطُ سَوْطُ أحَدِهِمْ، فَما يَسْأَلُ أحَدًا يُناوِلُهُ إيَّاهُ". يُرجى شرح هذا الحديث بارك الله فيكم. جواب الشيخ -رحمه الله-: حديث عظيم، النبي كانت له بيعات كثيرة، والبيعة صفقة، والنبي يأخذ البيعة يأخذها لله، يعني هو طرف يبايع مَن يبايعه لكن لله، كما قال الله -تبارك وتعالى-: "إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ ۚ فَمَن نَّكَثَ فَإِنَّمَا يَنكُثُ عَلَىٰ نَفْسِهِ" الفتح: 10. فمن البيعات مثلًا بيعة الرضوان، وكانت على الموت وألا يفروا، بايع النبي ألف وأربعمائة على ما فيه فرار، نقاتل يا ننتصر يا نموت نستشهد، فبايعوه على الموت، كما قيل لسَلَمة: علامَ بايعتم رسول الله؟ قال: بايعناه على الموت وألا نفرّ. فيه بيعات على أركان من أركان الإسلام، وهو على شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، كما جاء: "يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا جَاءَكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ عَلَىٰ أَن لَّا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئًا وَلَا يَسْرِقْنَ وَلَا يَزْنِينَ وَلَا يَقْتُلْنَ أَوْلَادَهُنَّ وَلَا يَأْتِينَ بِبُهْتَانٍ يَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ وَأَرْجُلِهِنَّ وَلَا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ ۙ فَبَايِعْهُنَّ وَاسْتَغْفِرْ لَهُنَّ اللَّهَ ۖ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ" الممتحنة: 12. فهذه البيعة للنساء، كان النبي يبايع فيها النساء، وكان يبايع الرجال على مِثل هذا أيضًا. من البيعات ما ذكره عوف بن مالك في هذا الحديث، يقول: احنا كنا تسعة، قال النبي لهم: ألا تبايعون رسول الله؟ قالوا: يا رسول الله، احنا من شوية مبايعينك، فقال النبي لهم: ألا تبايعون رسول الله؟ ثم لما بايعناه قلنا: علامَ نبايعك؟ قال: على أن تعبدوا الله ولا تشركوا به شيئًا، وتُقيموا الصلاة، وتؤتوا الزكاة، ثم أسرَّ كلمة، ثم عرفوا أن هذه الكلمة: ألّا تسألوا الناس شيئًا. وطبعًا سؤال الواحد المسلم لأخيه المسلم أن يعينه في هذا الأمر أو يعطيه أو كذا هذا جائز، لكن هذا من الأمور المخصوصة، ولا يبايع بها النبي إلا أناس مخصوصون؛ لأن هذا أمر مباح، لكن النبي حرم عليهم هذا المباح، حتى المباح هذا يقول لهم: لا تسألوا الناس شيئًا. يقول عوف: إن هؤلاء النفر كنت أشوف التزامهم بالعقد، يقول: الواحد يكون على بعيره، يسقط منه السوط، يقول: فيقفز عن بعيره وينزل يأخذ السوط، ويصعد تاني على بعيره، ولا يسأل مَن بإزائه أن يناوله، يعني يكون ناس موجودين ما يقول له ناولني والله العصا وقعت مني ناولني إياها؛ لأنه بايع النبي على ألا يسأل الناس شيئًا. وممَّن بايع الناس على هذا أبو بكر الصديق -رضي الله عنه-، بايعه على ألا يسأل الناس شيئًا، فالنبي كان يختار ناس مخصوصين لهذا الأمر، وهذا طبعًا من الشرف والمكانة أن الإنسان يكون مستغني عن الناس، وأنه لو احتاج ما احتاج لا يسألهم، وهذا فضيلة عظيمة.

تاريخ إصدار الفتوى غير معلوم
مكان إصدار الفتوى بدون قناه
تاريخ الإضافة الثلاثاء ٢٤ مارس ٢٠٢٠ م
حجم المادة 9 ميجا بايت
عدد الزيارات 522 زيارة
عدد مرات الحفظ 67 مرة