• الرئيسية
  • غرفة الهداية
  • تابعنا



السؤال:
يقول: هل أمسك أبو هريرة رضي الله عنه عن رواية بعض الأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم؟
الجواب:

هو جاء عند البخاري عليه رحمة الله في أبواب العلم قال: باب كتمان العلم وأسند فيه حديث أبي هريرة عليه رضوان الله أنه قال: "حفظت عن النبي عليه الصلاة والسلام وعاءين؛ أما أحدهما فبثثته وأما الآخر فلو بثثته لقطع هذا البلعوم".
وهذا الذي كتمه هو حديث الفتن والأخبار ولهذا كان أبو هريرة عليه رضوان الله تعالى يقول: "اللهم إني أعوذ بك من رأس الستين ومن إمارة الصبيان" ويريد بذلك إمارة يزيد بن معاوية، فهو إنما كتم ما يتعلق بالأخبار التي أخبرها النبي عليه الصلاة والسلام وتحدث في آخر الزمان وما يحدث أيضا من أمور الفتن وغير ذلك، وهذه لا تعلق لها بجوانب التعبد فهي أمور مرحلية تتعلق في زمن معين
ولهذا نقول: إن كتمان مثل هذه الأشياء من أمور الفتن التي علمها الإنسان والتي ربما يظن أنها تحدث اضطرابا أو قتالات أو نحو ذلك فلا حرج على الإنسان أن يكتمها، أما ما يتعلق بأمور الديانة وأمور التعبد فالأصل فيها البلاغ وكذلك أيضا الأصل فيها عدم الكتمان
ولهذا نقول: إن النبي عليه الصلاة والسلام قال: (بلغوا عني ولو آية) ويقول الله جل وعلا للرسول: (يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك) وكذلك النبي عليه الصلاة والسلام يقول: (من سئل علما فكتمه ألجم لجاما من نار) فنقول: الأصل في ذلك هو البلاغ
ثمت أبواب ضيقة يقول العلماء بجواز أن يكتم الإنسان شيئا من العلم إذا غلب على ظنه أنها تفسد الإنسان الذي يبلغ، وذلك في صور متعددة كالإنسان الذي لديه شيء من الرهبانية والخوف الذي قطعه عن الدنيا وعن مصالحه ونحو ذلك فهذا تكتم عنه آيات الخوف والوعيد ونحو ذلك، حتى يكون في ذلك شيء من التوازن لأنه لا رهبانية في الإسلام
الإنسان الفاسق والفاجر والموغل في الفسق والفجور والظلم والبغي والقتل وكذلك الإكثار من المظالم يخفف في جوانب آيات الرجاء وكذلك أيضا الأحاديث، فهذا نوع من السياسة حتى يخلق فيه نوع من التوازن
ولهذا النبي عليه الصلاة والسلام يقول لمعاذ بن جبل كما في الصحيح لما قال له النبي عليه الصلاة والسلام: (لا يدخل النار من قال: لا إله إلا الله خالصا من قلبه) فقال: ألا أخبر الناس؟ قال: (لا تخبرهم فيتكلوا) وهذا نوع من أنواع الكتمان الخاص لا الكتمان العام
فهذه الصور يقال بجوازها وهو نوع مما جاء عن أبي هريرة عليه رضوان الله تعالى مما يتعلق بأمور الفتن، أما ما يتعلق بأحكام الدين والعبادة فالمعروف عن أبي هريرة هو بلاغها

تاريخ إصدار الفتوى غير معلوم
مكان إصدار الفتوى دليل
تاريخ الإضافة الأربعاء ٢٥ مارس ٢٠٢٠ م
حجم المادة 4 ميجا بايت
عدد الزيارات 715 زيارة
عدد مرات الحفظ 119 مرة