• الرئيسية
  • غرفة الهداية
  • تابعنا



السؤال:
هذه الأزمة طال بها الأمد، والمسلمون في كل مكان يدعون الله -عز وجل- أن يرفع عنا هذا الوباء ومع ذلك لازال الوباء مستمرًا، وفشل الغرب إلى الآن في تحديد عقار يصلح لهذا الداء.
الجواب:

احنا بقالنا سنين بنعصي ربنا -عز وجل-، فيوجد بين المسلمين من يذبح لغير الله، ومن يُنذر لغير الله، ومن يستغيث بغير الله، ومن يطوف حول الأضرحة، ومن يذهب للسحرة والكهنة وللعرافين والمنجمين، ومن يوالي غير المسلمين ويقيم بينه وبينهم جسور مودة ومحبة وألفة وعطاء، فضلًا على الربا والزنا، وأكل مال اليتيم، وقذف المحصنات المؤمنات الغافلات، وغير ذلك من الغش، والسرقة في الميزان، وعقوق الوالدين، إلى غير ذلك من غيبة ونميمة وكذب، وشهادة زور، وأكل لأموال الناس بالباطل من بعض ممن يصلي، تريد كل ده في السنين الطويلة يعني ينتهي في دقيقة ولا في يوم!
ثم دعاؤنا يحتاج إلى صدق وإخلاص، فكلكم يحفظ : "ظَهَرَ الفَسادُ فِي البَرِّ وَالبَحرِ بِما كَسَبَت أَيدِي النّاسِ لِيُذيقَهُم بَعضَ" ولم يقل كل، "الَّذي عَمِلوا لَعَلَّهُم يَرجِعونَ" الروم: ٤١.
وأنت مللت من الدعاء، لا تمل! ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة، واجعل شعارك: "وَقالَ رَبُّكُمُ ادعوني أَستَجِب لَكُم إِنَّ الَّذينَ يَستَكبِرونَ عَن عِبادَتي سَيَدخُلونَ جَهَنَّمَ داخِرينَ" غافر: ٦٠.
وضع بين عينيك قوله - تعالى- :"وَإِذا سَأَلَكَ عِبادي عَنّي فَإِنّي قَريبٌ أُجيبُ دَعوَةَ الدّاعِ إِذا دَعانِ فَليَستَجيبوا لي وَليُؤمِنوا بي لَعَلَّهُم يَرشُدونَ" البقرة: ١٨٦.
واعلم أن الرسول ﷺ قال: "الدُّعاءُ هو العبادةُ" صحيح الجامع.
واعلم أن الرسول ﷺ قال: "اُدعوا اللهَ وأنتم موقِنونَ بالإجابَةِ" صحيح الجامع.
وعليك أن تعلم أن نبيَّ الله أيوب مرض ثمانية عشر عامًا متصلة، هل كان هينًا على الله؟ الجواب لا.
هل كان لا يدعو الله؟ كان يدعو الله، ولكن لكل شيء أجل.
"وَلَنَبلُوَنَّكُم بِشَيءٍ مِنَ الخَوفِ وَالجوعِ وَنَقصٍ مِنَ الأَموالِ وَالأَنفُسِ وَالثَّمَراتِ وَبَشِّرِ الصّابِرينَ * الَّذينَ إِذا أَصابَتهُم مُصيبَةٌ قالوا إِنّا لِلَّهِ وَإِنّا إِلَيهِ راجِعونَ * أُولئِكَ عَلَيهِم صَلَواتٌ مِن رَبِّهِم وَرَحمَةٌ وَأُولئِكَ هُمُ المُهتَدونَ" البقرة: ١٥٥ : ١٥٧.
قال -تعالى- : "تَبارَكَ الَّذي بِيَدِهِ المُلكُ وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَدير * الَّذي خَلَقَ المَوتَ وَالحَياةَ لِيَبلُوَكُم أَيُّكُم أَحسَنُ عَمَلًا" الملك١: ٢.
أي: ليختبركم من هو المخلص في معتقده وقوله وعمله، ومن هو المتبّع للنبي ﷺ في الظاهر والباطن هذا معنى " لِيَبلُوَكُم أَيُّكُم أَحسَنُ عَمَلًا" خالصًا صوابا. "لِيَبلُوَكُم" ليختبركم، ليفحصكم، ليمتحنكم وهو يعلم بكل أحوالنا قبل أن نعملها.
"وَيَعلَمُ ما تُسِرّونَ وَما تُعلِنونَ وَاللَّهُ عَليمٌ بِذاتِ الصُّدورِ" التغابن: ٤.
" وَإِن تُبدوا ما في أَنفُسِكُم أَو تُخفوهُ" البقرة: ٢٨٤.
اسمع قال الله -تعالى-: "وَعِندَهُ مَفاتِحُ الغَيبِ لا يَعلَمُها إِلّا هُوَ وَيَعلَمُ ما فِي البَرِّ وَالبَحرِ وَما تَسقُطُ مِن وَرَقَةٍ إِلّا يَعلَمُها وَلا حَبَّةٍ في ظُلُماتِ الأَرضِ وَلا رَطبٍ وَلا يابِسٍ إِلّا في كِتابٍ مُبينٍ" الأنعام: ٥٩.
اسمع قال الله -تعالى-: "إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلمُ السّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الغَيثَ وَيَعلَمُ ما فِي الأَرحامِ وَما تَدري نَفسٌ ماذا تَكسِبُ غَدًا وَما تَدري نَفسٌ بِأَيِّ أَرضٍ تَموتُ إِنَّ اللَّهَ عَليمٌ خَبيرٌ" لقمان: ٣٤.
والله أعلم.

تاريخ إصدار الفتوى الأربعاء ٢٠ مايو ٢٠٢٠ م
مكان إصدار الفتوى بدون قناه
تاريخ الإضافة السبت ١٣ يونيو ٢٠٢٠ م
حجم المادة 46 ميجا بايت
عدد الزيارات 508 زيارة
عدد مرات الحفظ 90 مرة