السؤال: هي الآن في بلاد غربية سافرت منذ ثلاث سنوات للدراسة وأيضًا للعلاج، وقد كانت في إجازة تنتهي قريبًا من عملها في بلدها الأصلي، لكن على ما يبدو لن تستطيع اللحاق بسبب الحدود المغلقة وما إلى ذلك، يعني تحصلت على شهادة وبسبب كورونا وجدت نفسها لن تستطيع العودة حتى الآن، يعني أمها بتقول لها ما ترجعيش وهي عايزة ترجع عشان تعتني بأمها؛ ولأن أمها مش قاعدة إلا مع أخوها الذي لم يتزوج بعد، فما حكم بقائها في هذه البلاد الغربية؟ خاصةً أن الله لم يرزقها بالزوج الصالح الذي طالما دعت به وهي مقتنعة أن المرأة يستوجب لها محرم. جواب الشيخ: بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله محمد -صلى الله عليه وسلم- ثم أما بعد: فإني أرى يا بنيتي أن الرجوع لكِ في بلاد الإسلام هو عين الخير، مهما كان في بلاد الإسلام من تقصير ومن ذنوب فلن تتساوى البتة مع بلاد الكفر والله أعلم، هذا أولًا. وثانيا: لا تكلّي ولا تسأمي ولا تملي من تواصلك في الدعاء؛ لأن الله -جل وعلا- أمرنا في كتابه الكريم فقال تعالى: "وَقالَ رَبُّكُمُ ادعوني أَستَجِب لَكُم إِنَّ الَّذينَ يَستَكبِرونَ عَن عِبادَتي سَيَدخُلونَ جَهَنَّمَ داخِرينَ" غافر:٦٠، فيُفهم من الآية أن الله أمرنا بالدعاء ووعدنا بالإجابة، ولكن جعل لكل شيءٍ وقتًا معلومٌ عنده لحكمةٍ -سبحانه وتعالى-، هذا ثانيًا. وثالثًا: على أمك أن تدعو لكِ في السجود في الثلث الأخير من الليل خاصةً، وفي أوقات الإجابة؛ كما بين الآذان والإقامة، وعند نزول المطر، وعند الفطر وهي صائمة، وهي مسافرة وغير ذلك من أوقات الاستجابة مثل العشر أيام الأول من ذي الحجة، ومثل التماس ليلة القدر في العشر الأخيرة من رمضان، وعند العمرة والحج في الطواف والسعي وعرفات، وغير ذلك من تلك المواطن المباركة الشريفة. وأنتِ حينما تحضرين مجالس العلم مع الأخوات المؤمنات القانتات التائبات في بيوت الله -عز وجل- سيسألنك هل أنت مخطوبة ومتزوجة أم لا؟ وسيجعلهن الله سببًا في إحضار الزوج الصالح لكِ، أسأل الله يا بنيتي أن يُعجل لكِ به؛ ليتسبب في سعادتك وتتسببين في عفته، والله أعلم.