• الرئيسية
  • غرفة الهداية
  • تابعنا



السؤال:
زوجتي عنيدة جدًا، والآن أنا مغترب بالسعودية، وهي موجودة عند أهلها أكثر الأسبوع، وغير موافقة على الرجوع إلى بيتها حتى أنزل من السفر، وأنا غير موافق على أن تمكث هذه الفترة عند أهلها نهائيًا، بالرغم أني أقسمت عليها أن ترجع إلى بيتي ورفضت، ما الحل في هذا القسم، وماذا أفعل في مثل هذه الحال؟
الجواب:

بعد حمد الله والصلاة والسلام على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ثم أما بعد، فإن الواجب على كل زوجة مسلمة أن تطيع زوجها في طاعة ربها، وذلك لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- صح عنه أنه قال: "لو أمرت أحدًا أن يسجد لأحدٍ لأمرت الزوجة أن تسجد لزوجها" أو كما قال -صلى الله عليه وسلم، هذا أولًا.
وثانيًا: الأصل يا سيدي أن تكون زوجتك معك في سفرك، أو تكون أنت معها في حضرك، فإذا اتفقتما على أن تغترب لأجل لقمة العيش، وتترجم قول الله -تعالى-: "فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ" الملك:15، وتراضيتما على ذلك، فهذا لا بأس به، شريطة أن لا تغيب عنها أكثر من ستة أشهر إلا إذا أذنت هي بذلك، هذا ثانيًا.
وثالثًا: أنت تعلم أن جُل الحموات اللاتي هن أمهات الأزواج لهن تصرفات لا تليق في كثير من الأحيان، والحموات يردن أن يكن عمدات، كل واحدة تريد أن تكون عمدة، فتأمر وتنهى وكذا، وبنات هذا الجيل يختلفن عن بنات الأجيال السابقة، البنات اللي هم الأمهات، فينبغي مراعاة ذلك، فإذا هي مستريحة في دار أبيها، وأنت ترسل إليها النفقة حتى تعود سالمًا، ولا يوجد شيء يؤثر على دينها بالسلب فلا حرج، أما إذا كان وجودها في دار أبيها يؤثر عليها بالسلب من ناحية آخرتها فهذا أمر ينبغي التوقف فيه.
ثم إنني أرى أن تتركها بعض الوقت، بعض الوقت يعني أسبوعين ثلاثة أسابيع، وبعد ذلك ترسل إليها هدية خاصة بها، وهدية خاصة بأمها، وإن استطعت هدية خاصة بأبيها يكون خير، ثم بعد الهدية بأسبوع، تتصل بها اتصالَا هاتفيًا تعبر فيه عن مشاعرك ومدى شوقك إليها نظرًا لهذه الغربة، وما شاكل ذلك من الكلمات الرقيقة الرقراقة التي فيها حب وغزل وهيام فيما أحل الله مع الزوجة، ثم تنهي المكالمة، وبعد أسبوع من المكالمة تقول لها: أنا لي طلب، تقول لك: أأمر، تقول: أريد أن تنوري بيتك، تعودي إلى البيت، فإن كنت تحبينني ولي عندك مكانة وقدر فافعلي، وإذا لم يكن لي قدر ومكانة عندك فهذه قضية أخرى.
هذا الذي يظهر لي إذا لم يكن هناك مشاكل بينها وبين حماتها، ولا بينها وبين حماها، لأن مثلًا قد يتدخل بعض الرجال فيما ليس لهم فيه أن يتدخلوا، فأنا أرى أنها سترجع لأن الرجل لو كان سويًا الإحسان يؤثر فيه، والمرأة لو كانت سوية الإحسان يؤثر فيها إلا وقت الغضب، وقت الغضب تقول ما رأيت منك خيرًا قط، هذا شأن النساء، والله -تعالى- قال في القرآن: "هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ" الرحمن: 60، والله تعالى أعلى وأعلم.

تاريخ إصدار الفتوى الجمعة ١٧ نوفمبر ٢٠١٧ م
مكان إصدار الفتوى بدون قناه
تاريخ الإضافة الأحد ٠٣ يناير ٢٠٢١ م
حجم المادة 46 ميجا بايت
عدد الزيارات 570 زيارة
عدد مرات الحفظ 66 مرة
الأكثر تحميلا