السبابة المقصود بها المسبحة وسميت سبابة لأنها تستعمل في السب وسميت مسبحة لأنها تستعمل في التسبيح وبعض الناس يسميها الشاهد لأنه يشار إليها للتشهد بها.
على أية حال السنة للمصلي إذا جلس للتشهد أن يقبض الخنصر والبنصر وأن يحلق الوسطى مع الإبهام ويشير بالسبابة إشارة على صفة الداعي.
هل يحركها أم لا؟ للعلماء قولان: منهم من قال أنه يثبتها لحديث عبد الله بن الزبير أن النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ- كان يشير بها ولا يحركها وفي حديث وائل بن حجر أنه كان يحركها يدعو بها.
الصحيح في هذين القولين: أن يشير أحيانا بدون حركة ويحرك أحيانا.
صفة هذه الحركة، هل هي دائرية أم ماذا؟ الذي يظهر أنها حركة يسيرة لا تقتضي لا تدويرا ولا تقتضي انشغالا بها هذا الذي يكون فيما يتعلق بوضع السبابة قبل السلام.

بالنسبة للإشارة بالأصبع هو جاء في الصحيح من حديث عبد الله بن عمر الإشارة في الأصبع في التشهد، ونقول: إن الإشارة بالأصبع تكون في التشهد الأول وتكون في التشهد الثاني ولا تكون في الجلسة بين السجدتين باعتبار عدم ورود ذلك عن النبي عليه الصلاة والسلام
والإشارة عن النبي عليه الصلاة والسلام جاءت في التشهد ولم تأت صيغة أو لم يأت وقت أو زمن عند لفظ يؤشر بها ولهذا نقول: إن الإشارة الثابتة عن النبي عليه الصلاة والسلام والتحريك في هذا لا يثبت يعني الإنسان يشير هكذا بأصبعه ولكنه لا يقوم مثلا بتحريكه باعتبار أن زيادة التحريك لم تثبت عن النبي عليه الصلاة والسلام
أما بالنسبة للإشارة، متى يشير؟ أرى والله أعلم أن الإشارة تستمر من أول الجلوس إلى عند الإشراف على السلام أو القيام إلى الركعة الثالثة من الرباعية أو الثلاثية
فنقول في مثل هذا: إن الإشارة في مثل هذا يستمر بها، بعض الفقهاء يقول: أنه إذا ذكر الله، أو عند الشهادتين ثم يضع، أو عند الدعاء فيشير في هذا
هذا الذي يظهر لي والله أعلم أنه تعليل لا دليل عليه عن النبي عليه الصلاة والسلام وهو موكول إلى شيء من الاستنباط والأدلة من الأقيسة الأخرى، كما في قول النبي عليه الصلاة والسلام: (أحّد أحّد، ثم أشار بأصبعه) يعني كأنه يشير عند التشهد
فالذي أرى والله أعلم أن قوله: أنه يشير بالأصبع في التشهد كله لا في بعضه