هذا الرجل من جماعة المنحرفة، صاحبة فكرٍ منحرف وهو فكر التكفير، هذا الرجل بهذا التوصيف: الذي يترك صلاة الجماعات، ويترك صلاة الجمعة إلا إذا ألححتِ عليه فيخرج على حياءٍ، ويترك الصلاة على الجنائز، من جماعة منحرفة، وإن لم ينتظم معها بإمرةٍ وبيعةٍ، فهو من ذوي التفكير المنحرف المختل من جماعات التكفير، ومن جماعات التوقف والتبين، تلك الجماعات الشاردة الضالة، فهذا الرجل ضالٌ بالتوصيف الذي ذكرتيه، وامتناعه فيما يبدو لتكفيره للناس أو لتوقفه فيهم.
فليس الأمر أمر بدعة في مسجد، فحتى لو كان في المسجد بدعة يُصلى فيه، لا تُترك الصلاة، نعم إذا وجدت غيره أفضل، لكن إذا لم يوجد إلا المسجد الذي فيه بعض البدع أو إمامه مبتدع لا تُترك الصلاة فيه، نعم إذا كان هناك ما هو أفضل صلينا في الأفضل، لكن إذا لم يوجد إلا المسجد الذي فيه بعض البدع فعلى ذلك يُصلى.
عثمان -رضي الله عنه- حوصر، حاصره الثوار وحاصره الخوارج، ولكن جاء الصحابة يستأذنوه، يقولون: أنت حوصرت يا عثمان والناس يؤمهم الآن إمام فتنة، هل نصلي معه؟ قال: الصلاة من خير أعمال الناس، صلوا معهم.
فالرجل بالتوصيف الذي ذكرتيه أنتِ، لا يشهد الجماعات، ولا يشهد الجمعة إلا على استحياء، ولا يشهد جنائز المسلمين، هذا تصوري عنه أنه ينتمي إما نظامًا أو فكرًا مع جماعة منحرفة كجماعة التكفير أو جماعة التوقف والتبين، فهو ضالٌ بصنيعه إذ يهجر الجماعات بهذا المعتقد الرديء، والله أعلم.
|